نظرية كل شيء (فى علوم الفيزياء) أسهل من المعضلة الصعبة للوعى (فى علوم العقل).
والعلة و راء هذا علتان:
أولا و بكل بساطة لأن الفيزياء هى أساس المادية و هى علم يفترض اساسا الانغلاق السببى causal closure اى ان كل الأسباب فى الواقع مادية و كل المسببات مادية (وهذا هو الانغلاق) و لا تحتاج الى اى شيء خارج المادة (وهذه هى المادية). فاذن كل ظواهر العقل و الوعى يجب اختزالها فى الاخير الى ظواهر مادية.
ولأن نظرية كل شيء theory of everything هى النظرية المادية النهائية -هذا هو التعريف- فهذا يعنى انها يجب ان تصف مما تصف الظواهر العقلية لان هذه الاخيرة -بالفرضية الاولى-هى ظواهر منبعثة من المادة.
ثانيا لكن هذا المشروع يتهدده الوعى الصعب.
و المعضلة الصعبة للوعى hard problem of consciousness هى معضلة الكواليا qualia اى معضلة التجربة الذاتية الواعية اى تجربة الأنا. اى كيف ينظر كل أنا الى العالم الخارجى.
كيف تكتسب الاحاسيس الكيميائية فى الدماغ الخواص غير-الفيزيائية المميزة المرفقة بها فى العقل.
مثلا عند النظر الى زهرة حمراء كيف تؤدى العمليات الدماغية المرفقة بذلك الى انطباع اللون الأحمر الذى يختبره الأنا.
و مثلا عند تذوق عسل حلو كيف تؤدى العمليات الدماغية الى الحلاوة التى يختبرها الأنا.
فالحمرة و الحلاوة هى الكواليا التى يختبرها الأنا كتجربة ذاتية واعية فى العقل و علاقتها بالتفاعلات الكيميائية و الفيزيائية التى تحدث فى الدماغ هى اصعب معضلة فى العلم كما يقول شالمرز Chalmers.
فحجة المعضلة الصعبة للوعى هى ان الكواليا او التجربة الذاتية الواعية للأنا ليست بظاهرة مادية من الناحية المبدأية.
وكما قال نايغل Nagel كيف يمكن ابدا ان ترى العالم كما يراه غيرك.
اذن هذا اعتراض مبدأى على امكانية اختزال التجربة الذاتية الى الفيزياء و المادة و لهذا فهى سميت بالمعضلة الصعبة عكس كل المعضلات الاخرى للوعى التى سميت سهلة لانه لا يوجد اعتراض مبدأى مثل هذا على امكانية اختزالها للفيزياء و المادة.
واذا كانت التجربة الذاتية للأنا لا يمكن اختزالها للفيزياء فهى اذن لن تخضع لنظرية كل شيء التى لا يمكنها بالتعريف وصف الا الاشياء المادية.
ولهذا فان نظرية كل شيء (التى مازالت غير معروفة) تبقى أسهل بكثير من معضلة الوعى الصعبة.
لأن هذه الاخيرة هى صعبة ليست لانها غير معروفة الآن بل هى صعبة لانها ستبقى غير معروفة ابدا اذا كانت الفيزياء فعلا علم مادى.
لكن الفيزياء اذكى من كل هؤلاء و عندها دائما حلول عرفها من عرفها و جهلها من جهلها.
الانطلاقة تبدأ من فرضية الانغلاق السببى التى هى فرضية صحيحة مائة بالمائة فى حالة الميكانيك الكلاسيكى لكنها غير صحيحة بالمرة فى حالة الميكانيك الكمومى لأن الميكانيك الكمومى يلعب فيه وعى الراصد دور محورى أحب من أحب و كره من كره.
نأخذ تفسير كوبنهاغن Copenhagen وهو التفسير الاساسى للميكانيك الكمومى لكن كما يفهمه كل من فيغنر Wigner و فون نيومان von Neumann.
اذن نتخلى عن فرضية الانغلاق السببى صراحة عن طريق قبول الوعى كجوهر مختلف فعلا عن جوهر المادة مثل ديكارت.
اذن العقل يمكنه ان يؤثر فى المادة (مثل ديكارت ايضا) عند فعل الرصد الكمومى عن طريق قوة خامسة هى مسلمة الانهيار collapse اى انهيار دالة الموجة الى الحالات الذاتية عند اجراء القياس.
اذن المسافة اللانهائية التى كانت موجودة بين الراصد (الوعى) و المرصود (المادة) فى الميكانيك الكلاسيكى اصبحت نهائية فى الميكانيك الكمومى و اصبح الوعى يؤثر فى المادة تاثيرا يقاس و يرصد تجريبيا (مثلا التاثير الكمومى زينون quantum zeno effect).
لكن الميكانيك الميكانيك اقوى من هذا. فاننا نعرف ان تفسير كوينهاغن غير عكسى irreversible لان فعل الرصد الكمومى و بالضبط انهيار دالة الموجة هو تأثير غير عكسى.
وهذه اللاعكسية هى التى تؤدى الى السهم فى الزمن الذى هو ظاهرة غير عكسية (الاقتران المستمر/المتقطع للوعى العاقل مع العالم).
وفعل الرصد الكمومى يتميز ايضا بضياع للتشابك الكمومى بين الراصد و المرصود اى بضياع للمعلومات (الخاصة بامكانيات القياس و الرصد الاخرى).
لكن الطبيعة بذاتها يجب ان تكون عكسية اى لا وجود لسهم للزمن (التناظرات تحت تأثير العكس فى الزمن) و يجب ان تكون فيها المعلومات محفوظة.
كل هذا يحله تفسير عديد العوالم manyworlds الذى هو ثنوى dual مع تفسير كوبنهاغن ان انهما وجهان لعملة واحدة مثلما ان الموجة و الجسيم هما وجهان لعملة واحدة.
اذن الراصد (الوعى) الذى يعانى الانهيار اى يختبر العالم مثلما يختبر الأنا الكواليا و هذا فى تفسير كوبنهاغن هو ثنوى dual مع راصد ممتاز super-observer أحادى unitary فى عديد العوالم لا يختبر الكواليا. وهذا مثلما ان الموجة هى ثنوية مع الجسيم و لهذا سميت بالثنائية موجة-جسيم.
يمكنكم مقارنة راصد كوبنهاغن بلاعب الضمير الاول first-person player فى العاب البلايستايشن اما راصد عديد العوالم فهو لاعب الضمير الثالث third-person player الذى يرى لاعب الضمير الاول و كل المحيط.
اذن هناك ثنائية بين تفسيرى كوينهاغن و عديد-العوالم تؤدى الى ثنائية بين الوعى و المادة.
فالقياس او الرصد الكمومى نوعان. القياس المكتمل (لا يحتوى على تشابك كمومى و غير-عكسى) الذى يعانية راصد كوبنهاغن و قياس غير مكتمل (يحتوى على تشابك كمومى و عكسى) الذى يعانية راصد عديد العوالم.
اذن الوعى هو مكافئ او ثنوى لعديد العوالم.
اى ان الوعى او العقل او الأنا فى العالم الواحد هى مكافئة للمادية المحضة لعديد عوالم و ليس عالم واحد متشابكة كموميا مع بعضها البعض.
اذن التجربة الذاتية الواعية المكتملة (الأنا) هى مادية اذا نظرنا اليها من منطور عديد العوالم حيث تظهر هناك كتجربة ذاتية واعية غير-مكتملة (بدون الأنا).
وهذه هى قوة الفيزياء المادية.
فالمادية فى الفيزياء الكمومية هى ثنوية مع و مكافئة ل الثنائية الديكارتية الكمومية و هذا ما اصطلحت على تسميته بالجسمانية الكمومية quantum physicalism.
وهذا المنشور مقتبس من مبحث قيد التحضير مازلت لم انهه لاننى مازلت افكر فى انسجامه.
والعلة و راء هذا علتان:
أولا و بكل بساطة لأن الفيزياء هى أساس المادية و هى علم يفترض اساسا الانغلاق السببى causal closure اى ان كل الأسباب فى الواقع مادية و كل المسببات مادية (وهذا هو الانغلاق) و لا تحتاج الى اى شيء خارج المادة (وهذه هى المادية). فاذن كل ظواهر العقل و الوعى يجب اختزالها فى الاخير الى ظواهر مادية.
ولأن نظرية كل شيء theory of everything هى النظرية المادية النهائية -هذا هو التعريف- فهذا يعنى انها يجب ان تصف مما تصف الظواهر العقلية لان هذه الاخيرة -بالفرضية الاولى-هى ظواهر منبعثة من المادة.
ثانيا لكن هذا المشروع يتهدده الوعى الصعب.
و المعضلة الصعبة للوعى hard problem of consciousness هى معضلة الكواليا qualia اى معضلة التجربة الذاتية الواعية اى تجربة الأنا. اى كيف ينظر كل أنا الى العالم الخارجى.
كيف تكتسب الاحاسيس الكيميائية فى الدماغ الخواص غير-الفيزيائية المميزة المرفقة بها فى العقل.
مثلا عند النظر الى زهرة حمراء كيف تؤدى العمليات الدماغية المرفقة بذلك الى انطباع اللون الأحمر الذى يختبره الأنا.
و مثلا عند تذوق عسل حلو كيف تؤدى العمليات الدماغية الى الحلاوة التى يختبرها الأنا.
فالحمرة و الحلاوة هى الكواليا التى يختبرها الأنا كتجربة ذاتية واعية فى العقل و علاقتها بالتفاعلات الكيميائية و الفيزيائية التى تحدث فى الدماغ هى اصعب معضلة فى العلم كما يقول شالمرز Chalmers.
فحجة المعضلة الصعبة للوعى هى ان الكواليا او التجربة الذاتية الواعية للأنا ليست بظاهرة مادية من الناحية المبدأية.
وكما قال نايغل Nagel كيف يمكن ابدا ان ترى العالم كما يراه غيرك.
اذن هذا اعتراض مبدأى على امكانية اختزال التجربة الذاتية الى الفيزياء و المادة و لهذا فهى سميت بالمعضلة الصعبة عكس كل المعضلات الاخرى للوعى التى سميت سهلة لانه لا يوجد اعتراض مبدأى مثل هذا على امكانية اختزالها للفيزياء و المادة.
واذا كانت التجربة الذاتية للأنا لا يمكن اختزالها للفيزياء فهى اذن لن تخضع لنظرية كل شيء التى لا يمكنها بالتعريف وصف الا الاشياء المادية.
ولهذا فان نظرية كل شيء (التى مازالت غير معروفة) تبقى أسهل بكثير من معضلة الوعى الصعبة.
لأن هذه الاخيرة هى صعبة ليست لانها غير معروفة الآن بل هى صعبة لانها ستبقى غير معروفة ابدا اذا كانت الفيزياء فعلا علم مادى.
لكن الفيزياء اذكى من كل هؤلاء و عندها دائما حلول عرفها من عرفها و جهلها من جهلها.
الانطلاقة تبدأ من فرضية الانغلاق السببى التى هى فرضية صحيحة مائة بالمائة فى حالة الميكانيك الكلاسيكى لكنها غير صحيحة بالمرة فى حالة الميكانيك الكمومى لأن الميكانيك الكمومى يلعب فيه وعى الراصد دور محورى أحب من أحب و كره من كره.
نأخذ تفسير كوبنهاغن Copenhagen وهو التفسير الاساسى للميكانيك الكمومى لكن كما يفهمه كل من فيغنر Wigner و فون نيومان von Neumann.
اذن نتخلى عن فرضية الانغلاق السببى صراحة عن طريق قبول الوعى كجوهر مختلف فعلا عن جوهر المادة مثل ديكارت.
اذن العقل يمكنه ان يؤثر فى المادة (مثل ديكارت ايضا) عند فعل الرصد الكمومى عن طريق قوة خامسة هى مسلمة الانهيار collapse اى انهيار دالة الموجة الى الحالات الذاتية عند اجراء القياس.
اذن المسافة اللانهائية التى كانت موجودة بين الراصد (الوعى) و المرصود (المادة) فى الميكانيك الكلاسيكى اصبحت نهائية فى الميكانيك الكمومى و اصبح الوعى يؤثر فى المادة تاثيرا يقاس و يرصد تجريبيا (مثلا التاثير الكمومى زينون quantum zeno effect).
لكن الميكانيك الميكانيك اقوى من هذا. فاننا نعرف ان تفسير كوينهاغن غير عكسى irreversible لان فعل الرصد الكمومى و بالضبط انهيار دالة الموجة هو تأثير غير عكسى.
وهذه اللاعكسية هى التى تؤدى الى السهم فى الزمن الذى هو ظاهرة غير عكسية (الاقتران المستمر/المتقطع للوعى العاقل مع العالم).
وفعل الرصد الكمومى يتميز ايضا بضياع للتشابك الكمومى بين الراصد و المرصود اى بضياع للمعلومات (الخاصة بامكانيات القياس و الرصد الاخرى).
لكن الطبيعة بذاتها يجب ان تكون عكسية اى لا وجود لسهم للزمن (التناظرات تحت تأثير العكس فى الزمن) و يجب ان تكون فيها المعلومات محفوظة.
كل هذا يحله تفسير عديد العوالم manyworlds الذى هو ثنوى dual مع تفسير كوبنهاغن ان انهما وجهان لعملة واحدة مثلما ان الموجة و الجسيم هما وجهان لعملة واحدة.
اذن الراصد (الوعى) الذى يعانى الانهيار اى يختبر العالم مثلما يختبر الأنا الكواليا و هذا فى تفسير كوبنهاغن هو ثنوى dual مع راصد ممتاز super-observer أحادى unitary فى عديد العوالم لا يختبر الكواليا. وهذا مثلما ان الموجة هى ثنوية مع الجسيم و لهذا سميت بالثنائية موجة-جسيم.
يمكنكم مقارنة راصد كوبنهاغن بلاعب الضمير الاول first-person player فى العاب البلايستايشن اما راصد عديد العوالم فهو لاعب الضمير الثالث third-person player الذى يرى لاعب الضمير الاول و كل المحيط.
اذن هناك ثنائية بين تفسيرى كوينهاغن و عديد-العوالم تؤدى الى ثنائية بين الوعى و المادة.
فالقياس او الرصد الكمومى نوعان. القياس المكتمل (لا يحتوى على تشابك كمومى و غير-عكسى) الذى يعانية راصد كوبنهاغن و قياس غير مكتمل (يحتوى على تشابك كمومى و عكسى) الذى يعانية راصد عديد العوالم.
اذن الوعى هو مكافئ او ثنوى لعديد العوالم.
اى ان الوعى او العقل او الأنا فى العالم الواحد هى مكافئة للمادية المحضة لعديد عوالم و ليس عالم واحد متشابكة كموميا مع بعضها البعض.
اذن التجربة الذاتية الواعية المكتملة (الأنا) هى مادية اذا نظرنا اليها من منطور عديد العوالم حيث تظهر هناك كتجربة ذاتية واعية غير-مكتملة (بدون الأنا).
وهذه هى قوة الفيزياء المادية.
فالمادية فى الفيزياء الكمومية هى ثنوية مع و مكافئة ل الثنائية الديكارتية الكمومية و هذا ما اصطلحت على تسميته بالجسمانية الكمومية quantum physicalism.
وهذا المنشور مقتبس من مبحث قيد التحضير مازلت لم انهه لاننى مازلت افكر فى انسجامه.
No comments:
Post a Comment