LATEX

بين العقل و الكون


شيئ يحيرنى دائما هو قول الله سبحانه و تعالى: لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون
اذن خلق العالم أكبر من خلق الانسان..وشخصيا ظننت دائما ان الانسان بروحه و عقله اكبر خلقا من الكون...لكن يبدو اننى كنت ذاهلا فقط عن الحقائق العلمية البسيطة:
-اولا الكون و الانسان يشتركان فى المادة و هى تتصرف حسب القوانين الكمومية..وهى القوانين التى تتحدى عقلانية العقل...الكون و العقل متساويان من هذه الناحية...
-ثانيا الكون يزيد على الانسان حتى من الناحية المادية لان 95 بالمائة من مكونات الكون هى مادة مظلمة+طاقة مظلمة و هذه لا تدخل فى تكوين الانسان المادى الذى تدخل فيه فقط المادة المضيئة...اذن الكون يتفوق على العقل من هذه الناحية...
-ثالثا الانسان يتميز بالروح و العقل..لكن الكون يتميز بالمكان و الزمان...هل المكان شيئ بسيط فى هذا الكون?..هل فعلا نفهم حقيقة الاعداد الفلكية للمكان?...
ثم الزمان أليس هو أمر احتار فى تناوله العقل مثلما احتار العقل فى تناول العقل?...لو ركزنا اكثر و تأملنا الامر لوجدنا ان المشاكل العقلية التى نتورط فيها عند تفكيرنا فى الزمن تُضاهى و ربما تزيد عن المشاكل العقلية التى نتورط فيها عند تفكيرنا فى العقل و الوعى و غيرها...ثم ألا نرى ان السباق بين الزمن و العقل يغلب فيه الزمن أكيد..فالعقل يقاس فى الزمن و ليس العكس..والعقل اذا قسناه بوجود الكون نفسه فله نهاية..فالكون تقول الفيزياء الحديثة له عمر محدود يسمى التجمد الاعظم big freez او الانفتاق الاكبر big rip او الانضياق الأكبر big crunch... و سيفنى الانسان و عقله, الذى تسبب لنا بكل هذه المشاكل و غيرها, قبل أن يدرك الكون تلك المرحلة من عمره لا محالة...
-لكن يبقى اغرب ما فى العقل هو ذاتيته وادراكه لنهايته اى الموت...هل يدرك الكون نهايته..لا أدرى و لا اعتقد ذلك....أليس بسبب هذا الفرق فى الادراك للنهاية يقول كثير من الانسان يوم القيامة بعد فوات الاوان : يا ليتنى كنت ترابا...لكن رغم هذا فإن نهاية الكون يعنى نهاية الزمان نفسه و هذا من ابلغ ما يكون...اذن ربما هو لا يحتاج ان يدرك نهايته لانها هى النهاية التى ليس بعدها شيئ... 

والله لم أستطع أن افهم أى شيئ من هذه الامور..لكن سأبقى أحاول..لاننى بكل بساطة لا أمل و لا أكل...

No comments:

Post a Comment