LATEX

الراصد الكمومى هو راصد شوارشيلد فى عدد أبعاد اعلى

نعتبر راصد كلاسيكى -المسمى باسم راصد شوارشيلد- خارج ثقب أسود فى فضاء-زمن بعده عشرة.
ملاحظتان:
اولا الفضاء-زمن هو الفضاء-زمن الذى تعطيه نظرية الوتر و بعده عشرة و ليس أربعة. هذه الابعاد الاضافية لا تظهر لنا لاننا نعيش فى عالم من الطاقات المنخفضة بالمقارنة مع طاقات نظرية الوتر.
ثانيا هذا الراصد (راصد شوارشيلد) لأنه راصد كلاسيكى فان الوعى و العقل اللذان يتمتع بهما لا يلعبان اى دور فى النظرية.و يمكن ان نفترض بكل بساطة انهما غير موجودان وهذه هى قوة نيوتن الكلاسيكية التى سميناها عدة مرات من قبل بالانغلاق السببى للكون.
الآن نستخدم عظمة و قوة و عمق نظرية الوتر و بالخصوص اهم نتائجها و نتائج الفيزياء النظرية فى كل تاريخها: الثنائية الثقالية-المعيارية.
اذن الراصد الكلاسيكى شوارشيلد الذى لا يعانى من معضلة الرصد الكمومى و انهيار دالة الموجة و غيرها هو ثنوى -اى مكافئ- لراصد كمومى يعيش فى بعد واحد الذى هو بالضبط الزمن اذن هذا الراصد يعيش على خط داخل الفضاء-زمن الوترى الذى يتميز بعشرة ابعاد.
هذا الراصد الكمومى يستعمل ميكانيك كمومى مصفوفى لوصف نفس الثقب الاسود اعلاه يسمى النظرية المصفوفية.
درجات الحرية بالنسبة لهذا الراصد هى اذن مصفوفات (حقول سلمية على الخط الذى يعيش عليه هذا الراصد) وهى تظهر له كفضاءات-زمن غير تبديلية.
اذن الراصد الكمومى (الذى يعانى الوعى و الانهيار و اللاحتمية ووو) فى النظرية المصفوفية فى بعد واحد هو مكافئ لراصد كلاسيكى (لا يحتاج الى وعى و لا وجود للانهيار و الحتمية محفوظة ووو) حول ثقب أسود فى عشرة أبعاد.
اذن الوعى المتفاعل مع المادة فى بعد واحد هو مكافئ للمادة المحضة فى عشرة ابعاد.
هذه هى نتيجتى.
والتعميم تعميمان:
اولا يمكن ان نأخذ بعين الاعتبار التصحيحات الكمومية (النشر فى ثابت اقتران الوتر) و التصحيحات الوترية (النشر فى طول الوتر الاساسى).
سنرى ان معضلة ضياع المعلومات فى الثقب كما يراها راصد شوارشيلد هى نفسها معضلة الرصد الكمومى فى الميكانيك الكمومى المصفوفى.
فالرصد الكمومى هى معضلة ضياع للمعلومات لأن التشابك الكمومى ينكسر بفعل الرصد.
اذن ربما هذه هى الطريقة لفهم معضلة الرصد الكمومى عن طريق دراستها عبر معضلة ضياع المعلومات او العكس. المهم دراسة الاصعب عن طريق دراسة الاسهل.
ثانيا يمكننا ان نعمم لراصد كمومى يعيش فى اكثر من بعد واحد مثلا يعيش فى عدد p من الابعاد و هذا سنجده يكافئ راصد شوراشيلد ليس حول ثقب اسود لكن حول براين اسود من الرتبة p (الثقب الاسود هو براين اسود من الرتبة 0 و هناك اشقاؤه فى أبعاد عليا).
لكن شرح هذه النقطة اكثر يتطلب لغة براينات دريشلى.
وهذا المنشور هو منشور البارحة نفسه مكتوب بصيغة مغايرة اتمنى ان تكون أبسط.
الرسالة الاساسية وهى نتيجتى الخاصة ان الراصد الكمومى يمكن تعويضه براصد كلاسيكى فى عدد ابعاد اعلى. اذن الوعى هو مكافئ لمادة تعيش فى عدد ابعاد اعلى.






معضلة الرصد الكمومى هى نفسها معضلة ضياع المعلومات فى الثقب..


الثنائية الثقالية-المعيارية gauge-gravity duality تريد وصف قوة الجذب الثقالى الكمومية بحقل معياري gauge field اى قوة مثل القوة الكهرومغناطيسية (التى تؤثر على شحنة واحدة) او أدق من ذلك قوة مثل القوة النووية الكبرى (التى تؤثر على 3 شحنات فى الواقع) لكن بعدد لانهائى من الشحن..
مثال مشهور و بسيط..
الميكانيك الكمومى المصفوفى ويسمى ايضا النظرية المصفوفية Matrix Theory (وهو الذى يلعب دور الحقل المعياري) لكن بمصفوفات لانهائية البعد N (هذا هو عدد الشحنات اللانهائى) هو ثنوى dual -اى مرفق عبر الثنائية أعلاه- بالثقالة الممتازة supergravity فى 10 ابعاد من النوع IIA (فهناك انواع للثقالة الممتازة تتعلق بطبيعة السبينور spinor)..
ملاحظتان اساسيتان:
أولا هذا الامر صحيح لكن يجب أخذ عدد الشحنات N يساوى مالانهاية بشكل معين يسمى نهاية توهفت t Hooft limit: نأخذ بعد المصفوفات N الى مالانهاية فى نفس الوقت الذى نأخذ فيه ثابت اقتران coupling constant المصفوفات g_YM (لأن هذه المصفوفات فى هذا الميكانيك الكمومى تتفاعل فيما بينها بشكل معين) الى صفر بحيث ان جداءهما N*g_YM يبقى ثابت خلال هذه العملية..
هذه هى نهاية توهفت الشهيرة واحدة من الانجازات الكثيرة لتوهفت افصل فيزيائى مازال حى بدون منازع..
ثانيا هذه الثقالة الممتازة اعلاه تصف فى الواقع عدد لانهائى (بالضبط يساوى عدد الشحنات N) من براينات دريشلى Dirichlet branes ذات بعد صفر (أى اجسام نقطية) تشكل جملة مرتبطة bounded state هى بالضبط ثقب أسود شوارشيلد Schwarzschild فى 10 ابعاد..
اذن الثنائية اعلاه هى مثال آخر على الثنائية بين نظرية حقل كونفورمال conformal field theory (الميكانيك الكمومى المصفوفى) و النسبية العامة حول ثقب اسود (الثقالة الممتازة)..
اذا أخذنا الآن المصفوفات ببعد يساوى عدد صحيح N كبير لكن ليس لانهائى فان النظرية الثقالية الثنوية لا تصبح ثقالة ممتازة (فهذه نظرية كلاسيكية تقريبية فقط) لكن تصبح نظرية كمومية وترية هى بالضبط نظرية الاوتار المغلقة من النوع IIA...
يمكن ان نبين ان التصحيحات فى مقلوب N تساوى بالضبط التصحيحات الوترية فى ثابت اقتران الوتر string coupling constant..
اذن فى الخلاصة فان الميكانيك الكمومى المصفوفى (وهذا هو الجانب المعيارى) هو ثنوى لنظرية الاوتار المغلقة من النوع IIA (وهذا هو الجانب الثقالى الكمومى الذى يمكن تقريبه من أجل N كبير بنظرية ثقالة ممتازة)..
فى هذه النظرية فانه يمكننا ان نبين ان معضلة الرصد الكمومى هى نفسها معضلة ضياع المعلومات فى الثقب الاسود..
فمثلا عندما تذهب N الى مالانهاية فان الميكانيك الكمومى يصبح ثنائى لنظرية كلاسيكية هى الثقالة الممتازة اذن ذلك الميكانيك الكمومى لا يجب ان يحتوى على معضلة الرصد الكمومى..
بعبارة اخرى فان تأثير الراصد الواعى يصبح كلاسيكى عندما يصبح عدد درجات الحرية التى يعمل عليها الراصد لانهائى..
ومن الجهة الاخرى فانه لما يذهب N الى مالانهاية فان الثقب يصبح كلاسيكى أى يصبح أسود تماما بدون اى تبخر كمومى وبالتالى ليست هناك اى معضلة لضياع المعلومات..
وهذا هو كيف تحل او بالاحرى تربط المالانهاية بين معضلتين من اصعب المعضلات فى الفيزياء النظرية الحديثة: معضلة الرصد الكمومى اى معضلة الراصد الواعى و معضلة ضياع المعلومات فى الثقب الاسود اى معضلة فناء المادة..

الثنائية الكمومية


ويبدو لى ان الميكانيك الكمومى (وهى اللغة الطبيعية للكون) ثنائى و ليس أحادى (مثل المادية التى وُلد من رحمها) و ثنائيته اقرب الى الثنائية الديكارتية بالخصوص من باب انه يشير -بشكل يستعصى على التفسير بأى طريقة اخرى- الى ان العالم ليس منغلقا سببيا.
و أساس هذه الملاحظة هو معضلة الرصد الكمومى التى تستلزم راصدا واعيا حتى تكتمل عملية القياس بانهيار دالة الموجة و الحصول على قيم القياس التى نجدها عندما نقيس..
او هكذا كيف يبدو الوضع فعلا و قد حاول و مازال يحاول الفيزيائيون التخلص من الوعى -بشكل عنيف جدا- و تحرير الميكانيك الكمومى من تأثيره مثلما ان الميكانيك الكلاسيكى متحرر من اى دور يمكن ان يلعبه الوعى منذ ان وضعه نيوتن منذ 4 قرون...
فالراصد النيوتونى يقف (أو يستطيع ان يقف) على مسافة لانهائية من الجملة الفيزيائية و لهذا فانه لا يؤثر فيها (وبالتالى فان المادة لا تتأثر الا بالمادة و منه يمكننا ان نفترض انه ليس هناك شيء خارج عن المادة) اما الراصد الكمومى فهو لا يستطيع ان يقف الا على مسافة منتهية من الجملة و لذا فان تاثيره المحسوس عليها لا يمكن التخلص منه (ورغم هذا فان الكل مازال يصر على ان المادة لا تؤثر الا فى المادة اى ان ان العالم منغلق سببيا و هذه ليست الا فرضية نجحت بسبب نجاح الميكانيك الكلاسيكى و الطريقة العلمية بصفة عامة و ليس لأى سبب آخر. فهى ليست بديهية ابدا.)..
وعملية انهيار دالة الموجة فى عملية الرصد الكمومى هو تأثير سببى من الوعى على المادة (الجملة الفيزيائية) لا نستطيع اختزاله (هذا هو الوضع لحد الساعة و لهذا تبلور التخصص المعروف باسم أسس الميكانيك الكمومى). اذن لا نستطيع اختزاله بأى شكل مادى الا بافتراض عوالم لا متناهية متوازية..
اذن نتخلص من الوعى اللامادى اذا كان الواقع المادى هو عدد لانهائى من العوالم اللامتوازية (وهذه احدى فوائد المالانهاية).
ونحن نقول (مبرهنة بال) انه قبل الرصد الكمومى فان حالة الجملة لم تكن موجودة (أى انها كانت اما مثالية معرفية (هايزنبرغ) او معلوماتية (ويلر) او كمونية (ظاهرة تلاشى التلاحم) وهذا الاخير هو رأيى).
و الوجود الكمونى اى الكامن (ارسطو) هو اقرب الى اللاوجود من المثالية و المعلوماتية..
اذن الوعى عند اقترانه بالعالم منذ ان وُجد الوعى فى هذا العالم وهو يقوم بعملية رصد كمومى مستمرة على العالم...
وانه اذا لم يرصد الوعى العالم فان العالم ليس موجودا الا كمونيا.
اوربما الافضل القول انه اذا لم يرصد الوعى العالم فان الوعى نفسه هو غير الموجود او موجود فقط كمونيا (حسب شفرة اوكام هذا أبسط).
اذن بدون الرصد فلا وعى و لا زمن.
فحتى الزمن يبدو انه مرتبط ارتباطا وثيقا بعمل الوعى (على مصطلح ليبنيز الزمن هو عملية تغيير الادراكات فى الجوهر الذى هو هنا الوعى)...
فاذا توقف تماما الوعى العاقل عن العمل (الموت نهائيا, النوم جزئيا, الغيبوبة نهائيا و جزئيا, التخدير نهائيا و جزئيا, الامراض النفسية التى يقع فيها اختلال بين الواقع و كيفية ادراك الواقع) فهذا يعنى بكل بساطة موت الوعى اى انه غير موجود او موجود كمونيا فقط و بالتالى انعدام الزمن المرتبط بالوعى و هذا من الناحية الانطولوجية و انعدام الكون بالنسبة لذلك الوعى من الناحية العملية...
فالكون لم يكن موجودا الا كمونيا قبل ظهور الوعى (وهذا كان بوم يعتبرها احد نقائص تفسير فيغنر)
والوعى الذى نتكلم عنه هنا هو الوعى العاقل اى الذى يتميز بالأنا (الوعى الذاتى و الوعى الظواهرى اى الكواليا) و الذى يتميز ايضا بذاكرة و استبطان و تحليل و ذكاء و ليس وعى الحيوان او وعى آخر غريزى او كما كان يسميه ديكارت اوتوماتم.
لكن الميكانيك الكمومى نعرف عنه انه يطبق يقينا على الكون بل بالعكس هو الذى يوفر المنطق الكمومى الطبيعى الذى تحترمه الطبيعة -وليس منطق ارسطو او ابن سينا او فرجى او غودل-..
لكن العالم لا يساوى الكون فقط بل حسب الثنائية الديكارتية و تفسير كوينهاغن للميكانيك الكمومى ضمنا و تفسير فيغنر-فون نيومان للميكانيك الكمومى صراحة فان العالم يساوى الكون + العقل او الوعى و هو اساس التعقل.
السؤال الآن هل الميكانيك الكمومى يطبق على الوعى?
نذكر ان فعل الرصد الكمومى هو فعل غير-أحادى وهذا يعنى فيزيائيا انه احتمالى غير حتمى ستوكاسطى وهذه من اكثر الاشياء غير-المستحبة فى الفيزياء.
كل الفيزياء الاخرى -باستنثاء ما يحدث فى فعل الرصد- هى احادية (والاحادية تعنى ايضا من بين اشياء اخرى ان مجموع الاحتمالات على الامكانيات المختلفة يساوى واحد).
اذن تأثير الوعى على المادة (المعطى بانهيار دالة الموجة عند القياس) هو تأثير غير احادى..
ربما اذن الوعى نفسه غير احادى فى التصرف.
الكون توجد فيه الاحادية كثيرا لكن كل الرصد و الوعى و العقل هى عمليات غير احادية و لهذا فان الكون يُطبق عليه الميكانيك الكلاسيكى تقريبيا اما الميكانيك الكمومى فهو التطبيق المضبوط..
اما الوعى و الزمن المرتبط به (فلا وعى بدون زمن و لا زمن بدون وعى) فهما غير احاديان تماما و لهذا يجب ان تطبق عليه قوانين الميكانيك الكمومى او نظرية كل شيء و هو الاصح..
لان نظرية كل شيء ستعطى الوصف الحقيقى للزمن (كما الفضاء) فى مركبته الفيزيائية الاحادية (وهذا اعتقد انه الزمن النسبى لاينشتاين) و ايضا مركبته المرتبطة بالرصد (اى المركبة غير الاحادية المرتبطة بالوعى) وستدخل فى هذه النظرية كل التأثيرات الثقالية للمادة فى الكون.
اذن المادة محددة للزمن و الوعى كما ان الزمن و الوعى محددان للمادة.
مثل الذى يحدث فى النسبية العامة ان الهندسة تحددها المادة و توزيع المادة يحدد هندسة الفضاء-زمن.
اذن المادةو قواها ستحدد الفضاء و الزمن و الوعى و هؤلاء سيحددون المادة و قواها.
اذن المادة مكافئة للوعى و هذا ما تعطيه الثنائية بين تفسير كوبنهاغن-فيغنر-فون-نيومان (الذى يقر بوجود الوعى ضمنا او صراحة) و بين تفسير عديد العوالم (الذى يحتوى على وعى كلاسيكى لكنه لا نهائى فى العدد)..
اذن الوعى هو زمن كمومى غير احادى وهو الذى يحدد هذا الكون (مثلما ان هندسة فضاء-زمن هى التى تحدد المادة وقواها فى النسبية العامة) كما ان المادة فى هذا الكون هى التى تحدد الوعى كزمن كمومى ناجم عن فعل الرصد (مثلما ان توزيع المادة هو الذى يحدد نوع هندسة الفضاء-زمن نفسه فى النسبية العامة)..
وهذه مقارنة نصل بها الى اكثر من ذلك اذا اخذنا الثنائية اعلاه بين كوبنهاغن و عديد العوالم..
فهذه الثنائية هى ثنائية تشبه ثنائية الجوهر الفرد او الجسيم الأولى المشهورة اكثر بالثنائية موجة-جسيم.
فهناك اذن جسيم (هناك اذن المادة) التى لا يمكن وصفها الا بدالة الموجة (الوعى) فهما وجهان مختلفان لنفس الشيء (أليس هذا سبينوزا و ابن عربى. لكن لا. انتظروا قليلا.)..
ففى بعض الاحيان يمكننا ان نستخدم هذا الوجه (الوجه المادى) دون الحاجة الى الوجه الآخر مطلقا (مثلا لا نحتاج الى الموجة فى حالات التصرف الكلاسيكية للجسيم) و فى بعض الاحيان الوصف لا يكون الا بالمزج بين الوجهين (فى الوصف شبه-الكلاسيكى) و فى بعض الاحيان الاخرى يجب استخدام الوجه الآخر (مثلا التشابك الكمومى لا يمكن وصفه بدون دالة الموجة مطلقا)..
اذن هناك ثنائية جسم-وعى تشبه تماما الثنائية موجة-جسيم..
فليس احدهما اكثر اساسية من الآخر بل هما معا اساسيان (وهنا نختلف تماما مع ابن عربى و سبينوزا)..
وهذه الثنائية ابنى عليها حلا مختلفا جذريا للمعضلة الاخرى حرية الارادة..
فالجسيم مجبر اما الموجة فاحتمالية ..
نفس الشيء فان الجسم مجبر اما الوعى مخير..
اذن هناك ثنائية جبر-اختيار بنفس المفهوم..

ثنائية العقل الواعى و عديد العوالم


نظرية كل شيء (فى علوم الفيزياء) أسهل من المعضلة الصعبة للوعى (فى علوم العقل).
والعلة و راء هذا علتان:
أولا و بكل بساطة لأن الفيزياء هى أساس المادية و هى علم يفترض اساسا الانغلاق السببى causal closure اى ان كل الأسباب فى الواقع مادية و كل المسببات مادية (وهذا هو الانغلاق) و لا تحتاج الى اى شيء خارج المادة (وهذه هى المادية). فاذن كل ظواهر العقل و الوعى يجب اختزالها فى الاخير الى ظواهر مادية.
ولأن نظرية كل شيء theory of everything هى النظرية المادية النهائية -هذا هو التعريف- فهذا يعنى انها يجب ان تصف مما تصف الظواهر العقلية لان هذه الاخيرة -بالفرضية الاولى-هى ظواهر منبعثة من المادة.
ثانيا لكن هذا المشروع يتهدده الوعى الصعب.
و المعضلة الصعبة للوعى hard problem of consciousness هى معضلة الكواليا qualia اى معضلة التجربة الذاتية الواعية اى تجربة الأنا. اى كيف ينظر كل أنا الى العالم الخارجى.
كيف تكتسب الاحاسيس الكيميائية فى الدماغ الخواص غير-الفيزيائية المميزة المرفقة بها فى العقل.
مثلا عند النظر الى زهرة حمراء كيف تؤدى العمليات الدماغية المرفقة بذلك الى انطباع اللون الأحمر الذى يختبره الأنا.
و مثلا عند تذوق عسل حلو كيف تؤدى العمليات الدماغية الى الحلاوة التى يختبرها الأنا.
فالحمرة و الحلاوة هى الكواليا التى يختبرها الأنا كتجربة ذاتية واعية فى العقل و علاقتها بالتفاعلات الكيميائية و الفيزيائية التى تحدث فى الدماغ هى اصعب معضلة فى العلم كما يقول شالمرز Chalmers.
فحجة المعضلة الصعبة للوعى هى ان الكواليا او التجربة الذاتية الواعية للأنا ليست بظاهرة مادية من الناحية المبدأية.
وكما قال نايغل Nagel كيف يمكن ابدا ان ترى العالم كما يراه غيرك.
اذن هذا اعتراض مبدأى على امكانية اختزال التجربة الذاتية الى الفيزياء و المادة و لهذا فهى سميت بالمعضلة الصعبة عكس كل المعضلات الاخرى للوعى التى سميت سهلة لانه لا يوجد اعتراض مبدأى مثل هذا على امكانية اختزالها للفيزياء و المادة.
واذا كانت التجربة الذاتية للأنا لا يمكن اختزالها للفيزياء فهى اذن لن تخضع لنظرية كل شيء التى لا يمكنها بالتعريف وصف الا الاشياء المادية.
ولهذا فان نظرية كل شيء (التى مازالت غير معروفة) تبقى أسهل بكثير من معضلة الوعى الصعبة.
لأن هذه الاخيرة هى صعبة ليست لانها غير معروفة الآن بل هى صعبة لانها ستبقى غير معروفة ابدا اذا كانت الفيزياء فعلا علم مادى.
لكن الفيزياء اذكى من كل هؤلاء و عندها دائما حلول عرفها من عرفها و جهلها من جهلها.
الانطلاقة تبدأ من فرضية الانغلاق السببى التى هى فرضية صحيحة مائة بالمائة فى حالة الميكانيك الكلاسيكى لكنها غير صحيحة بالمرة فى حالة الميكانيك الكمومى لأن الميكانيك الكمومى يلعب فيه وعى الراصد دور محورى أحب من أحب و كره من كره.
نأخذ تفسير كوبنهاغن Copenhagen وهو التفسير الاساسى للميكانيك الكمومى لكن كما يفهمه كل من فيغنر Wigner و فون نيومان von Neumann.
اذن نتخلى عن فرضية الانغلاق السببى صراحة عن طريق قبول الوعى كجوهر مختلف فعلا عن جوهر المادة مثل ديكارت.
اذن العقل يمكنه ان يؤثر فى المادة (مثل ديكارت ايضا) عند فعل الرصد الكمومى عن طريق قوة خامسة هى مسلمة الانهيار collapse اى انهيار دالة الموجة الى الحالات الذاتية عند اجراء القياس.
اذن المسافة اللانهائية التى كانت موجودة بين الراصد (الوعى) و المرصود (المادة) فى الميكانيك الكلاسيكى اصبحت نهائية فى الميكانيك الكمومى و اصبح الوعى يؤثر فى المادة تاثيرا يقاس و يرصد تجريبيا (مثلا التاثير الكمومى زينون quantum zeno effect).
لكن الميكانيك الميكانيك اقوى من هذا. فاننا نعرف ان تفسير كوينهاغن غير عكسى irreversible لان فعل الرصد الكمومى و بالضبط انهيار دالة الموجة هو تأثير غير عكسى.
وهذه اللاعكسية هى التى تؤدى الى السهم فى الزمن الذى هو ظاهرة غير عكسية (الاقتران المستمر/المتقطع للوعى العاقل مع العالم).
وفعل الرصد الكمومى يتميز ايضا بضياع للتشابك الكمومى بين الراصد و المرصود اى بضياع للمعلومات (الخاصة بامكانيات القياس و الرصد الاخرى).
لكن الطبيعة بذاتها يجب ان تكون عكسية اى لا وجود لسهم للزمن (التناظرات تحت تأثير العكس فى الزمن) و يجب ان تكون فيها المعلومات محفوظة.
كل هذا يحله تفسير عديد العوالم manyworlds الذى هو ثنوى dual مع تفسير كوبنهاغن ان انهما وجهان لعملة واحدة مثلما ان الموجة و الجسيم هما وجهان لعملة واحدة.
اذن الراصد (الوعى) الذى يعانى الانهيار اى يختبر العالم مثلما يختبر الأنا الكواليا و هذا فى تفسير كوبنهاغن هو ثنوى dual مع راصد ممتاز super-observer أحادى unitary فى عديد العوالم لا يختبر الكواليا. وهذا مثلما ان الموجة هى ثنوية مع الجسيم و لهذا سميت بالثنائية موجة-جسيم.
يمكنكم مقارنة راصد كوبنهاغن بلاعب الضمير الاول first-person player فى العاب البلايستايشن اما راصد عديد العوالم فهو لاعب الضمير الثالث third-person player الذى يرى لاعب الضمير الاول و كل المحيط.
اذن هناك ثنائية بين تفسيرى كوينهاغن و عديد-العوالم تؤدى الى ثنائية بين الوعى و المادة.
فالقياس او الرصد الكمومى نوعان. القياس المكتمل (لا يحتوى على تشابك كمومى و غير-عكسى) الذى يعانية راصد كوبنهاغن و قياس غير مكتمل (يحتوى على تشابك كمومى و عكسى) الذى يعانية راصد عديد العوالم.
اذن الوعى هو مكافئ او ثنوى لعديد العوالم.
اى ان الوعى او العقل او الأنا فى العالم الواحد هى مكافئة للمادية المحضة لعديد عوالم و ليس عالم واحد متشابكة كموميا مع بعضها البعض.
اذن التجربة الذاتية الواعية المكتملة (الأنا) هى مادية اذا نظرنا اليها من منطور عديد العوالم حيث تظهر هناك كتجربة ذاتية واعية غير-مكتملة (بدون الأنا).
وهذه هى قوة الفيزياء المادية.
فالمادية فى الفيزياء الكمومية هى ثنوية مع و مكافئة ل الثنائية الديكارتية الكمومية و هذا ما اصطلحت على تسميته بالجسمانية الكمومية quantum physicalism.
وهذا المنشور مقتبس من مبحث قيد التحضير مازلت لم انهه لاننى مازلت افكر فى انسجامه.

عينة من الكتاب الرابع

عينة من الكتاب الرابع التقنى بالانجليزية بعنوان (النماذج المصفوفية لنظرية الوتر فى 373 صفحة) الذى سيصدر آخر هذا الشهر ان شاء الله فى اوروبا مع المعهد البريطانى للفيزياء IOP.
الكتاب الخامس التقنى بالانجليزية بجزئين بعنوان (محاضرات فى نظرية الحقل الكمومى) سيصدر ايضا مع ال IOP فى اواسط 2019.
وهو الكتاب الذى كان من المفترض ان يكون الاول نشرا لانه كان الاول من حيث فكرة الكتابة و لانه مجال تخصصى الدراسى قبل البحثى الاصلى.
الرأسمالية الغربية فعلا متوحشة لكن ايضا منظمة (فهى متوحشة منظمة) فهذه الكتب متوفرة الآن على الامازون رغم ان الخامس لم انهه بعد و قد وجدت فعلا صعوبة حقيقية فى انهائه.
لكن قائمة الكتب الانجليزية الستة او السبعة متوفرة على الامازون بأسعار خيالية يأخذ 99 بالمائة منها الناشر فلا تعتقدوا اننى أربح ماديا كثيرا من وراء هذه الكتب لكن كل ربحها الحقيقى فهو فهم و رضا فكريان وهما لا يقدران بثمن و هما ايضا الحافز الحقيقى الذى كان وراء الكتابة. الرابط هنا
https://www.amazon.fr/s/ref=nb_sb_noss/261-4486003-4259716…
هناك ايضا كتاب بالعربية فى الفيزياء الاساسية منشور حر و مفتوح على الأركايف الامريكى -حفظهم الله لنا وللاسلام رغم كفرهم كما يعتقد كثير منا!!!-. هذا الكتاب هو مجموع محاضراتى لما قبل الماجيستير خلال السنوات العشرة الماضية. الرابط هنا
https://arxiv.org/abs/1603.03764
الكتاب الاخير ايضا بالعربية و هو (الواقع و الزمن) وهو محاولة شبه-عامة و شبه-نقنية و شبه-فلسفية.
وهذا الكتاب ايضا ازعجنى جدا و لم استطع انهائه رغم اننى ضحيت بكل هذه الصائفة من اجل انهائه حتى أتفرغ للكتاب الخامس اعلاه حول نظرية الحقل الكمومى بدون اى فائدة. فاننى لا اعتقد الآن اننى سأستطيع انهائه هذه الصائفة.
الرابط للاجزاء المنتهية منه هنا.
http://badisydri.blogspot.com/2018/07/blog-post_6.html
الفكرة الاساسية لكل هذه الكتب كان هو الاحاطة بكل الفيزياء النظرية الاساسية و بشكل ممنهج و بشكل تقنى مضبوط رياضيا.
و اظننى نجحت فى هذا الامر خاصة فى الفيزياء الرياضية اما الفيزياء الفلسفية فلا اشعر اننى احطت بها بالشكل الكافى بعد.
هذه الدراسة استغرقت سنوات طويلة طالت الى 25 سنة بعد تخرجى بليسانس فيزياء نظرية من جامعة قسنطينة لم أكن ابدا راضى به و عنه و عن محتواه البتة.
أما الهدف الموالى بعد كل هذه الدراسة التى توجت بهذه الكتب هو التفرغ للبحث و التركيز فيه أكثر من ذى قبل.
فالبحث كان هدفى الاول عندما جئت الى الفيزياء و ليس الكتابة او الشهادة او الوظيفة او المال.
فلم اعد الآن فعلا مهتما بالكتابة غير البحثية بل على العكس تعبت منها جدا و اود ان ارجع بشكل مختلف و بشكل جذرى الى الكتابة البحثية بتركيز أكبر خاصة مع هذه المعرفة الأكبر و اتمنى من الله باصالة اعمق لم لا.
وهذه هى القصة.
https://drive.google.com/file/d/1Iy284B-LLxKXJDeFQ892aikvLCi2WDFw/view?usp=sharing