LATEX

كيف تبسط الكوميديا الفيزياء التبسيطية


ومن أراد الاستماع الى طريقة خفيفة جدا (لن يستطيعها اى عربى بل لن يستطيعها اى امريكى) فى طرح المواضيع الفيزيائية العميقة فليستمع الى الكوميدى الامريكى الستانداب كوميك standup comic الممتاز جو روغان Joe Rogan فى حواراته الشيقة مع فيزيائيين بارعيين فى التبسيط من امثال شون كارول Sean Carroll و برايان غرين Brian Green.
الذى يقدمه جو روغان مع هؤلاء افضل بكثير مما يقدمه هؤلاء لوحدهم لان جو روغان يمثل فعلا المثقف البسيط جدا الذى يجب ان يتواصل معه الفيزيائى المختص فهل سينجح يا ترى لأن هذا هو المحك الحقيقى.
فى هذا الفيديو يقوم جو روغان باستجواب شون كارول حول ماهية الواقع حسب الميكانيك الكمومى.
ومما اثار اهتمامى قصتين يذكرهما شون كارول حول فيلسوف الفيزياء الأول دايفيد البرت David Albert.
القصة الاولى حول فيلم (what the bleep do we know) الذى يعتبر اول فيلم حول ما يسمى "التصوف الكمومى" quantum mysticism وهو فيلم يبحث فى العلاقة بين الميكانيك الكمومى و الوعى كان قد شارك فيه دافيد البرت لكن بعد ان قام اصحاب الفيلم بعرض صورة مشوهة لأراءه فى الفيلم اصبح دايفيد البرت من اكبر المعارضين للفيلم.
اما القصة الثانية فان شون كارول يحكى ان دايفيد ألبرت كان منذ البداية مهتما باسس الميكانيك الكمومى و فلسفة الفيزياء و انه عندما كان طالبا للدكتوراة كتب ابحاثا مهمة جدا فى هذا المجال (بل هى من الابحاث المؤسسة لهذا المجال) و اراد دافيد ألبرت تقديمها مجموعة فى رسالة دكتوراة لكن قسم الفيزياء رفض هذا الامر لانه لم يكن يعتبر فى ذلك الوقت مواضيع فلسفة الفيزياء جزءا من الفيزياء بل كان لا يعتبر هذه المواضيع مواضيع جدية بالاساس و اكثر من هذا فان القسم عاقب دافيد ألبرت بالزامه بكتابة بحث تقنى فى نظرية الحقول الكمومية و هذا ما قام به دافيد ألبرت لانه كان مضطرا للحصول على الشهادة لكنه بعد ذلك وعد نفسه ان لن يكتب اى شيء آخر فى فيزياء الجسيمات و ان يُركز كل جهده و اهتمامه على فلسفة الفيزياء و هذا ما فعله. و كما يعرف الجميع فان دايفيد ألبرت يعتبر اليوم الخبير الأول فى فلسفة الفيزياء فى العالم.
وهذا مثال كيف ان الناس (حتى فى امريكا) لا تريد ان تقوم الا بما تعرفه و تريد ان تفرض على غيرها دراسة ما يريدونه هم فقط. لكن القضية بسيطة جدا فكل شخص هو حر فى دراسة ما يريده ما دام قادرا عليه و لم يكلف غيره به. فهنا فعلا تكمن الحرية المطلقة الوحيدة عند الانسان.
استمعوا الى قصص جو روغان مع حواراته الشيقة مع علماء الفيزياء و حتى مع علماء الطبيعة و التطور و غيرها فكلها حوارات مسبطة جدا حول مواضيع عميقة جدا.

العقيدة الطحاوية هى عقيدتنا المجملة لا شك فى ذلك


العقيدة الطحاوية هى عقيدتنا المجملة اما التفصيل فهو فى هذا المنبر.
وتذكروا فان هذا منبر حر فكريا و عقديا و علميا. اذن قد لا يعجبكم التفصيل و اذا لم يعجبكم التفصيل فارجعوا الى الطحاوية فانها النظرية الحدية بالنسبة لى (على مصطلح الفيزياء النظرية).
لكن رغم هذا التفصيل الحر فان صاحبه يدرى جيدا بل يعى تماما حدود نقاشه الشرعى و العلمى و الانسانى.
فعندما ننتقد السلف فان ذلك ليس نقصا فى حبنا للسلف بل لاننا نريد انقاذ السلف من الافكار الانتحارية.
واننى مازلت أحب البخارى و الغزالى و غيرهما من علماء السلف و الخلف لكن البخارى و الغزالى هما احب الناس الى قلبى الفكرى و الوجدانى لكننى احبهما فى ذاتهما و ليس فى الله.
فالحب هو حب الخالق الذى ينجم عنه حب الخلق (ابن عربى) و ليس الحب هو الحب فى الخالق الذى ينجر عنه الكره فى الخالق (ابن تيمية).
وكل دين مبنى على الكره فى الذات فهو ليس بدين و هى خلاصة جميع الامر. فما بالك اذا كان هذا الدين مبنى على الكره فى الله !
واحب من نحب فى ذاته هو الله سبحانه و تعالى اولا ثم محمد صلى الله عليه و سلم ثانيا.
ومحمد صلى الله عليه و سلم هو القدوة و عنده نسلم بكل شيء مهما كان يبدو غير عقلانى يكفى فقط ان يثبت بالتواتر انه قوله و فعله صلى الله عليه و سلم.
فاساس عقيدة السلف هو الايجاز و عدم التفصيل.
اذن مثلا العقيدة بخصوص (العذاب فى القبر) هى العشر كلمات التى يذكرها الطحاوى.
ومن زاد فلن نقبل زيادته ومن فصل فلن نقبل تفصيله بل سنفصل لانفسنا, فلن يرضينا لا تفصيل السلفية و لا تفصيل الاشاعرة ولو انه افضل بكثير, بل نحن سنفصل بشكل مختلف يستمد من الجميع و من بينهم المعتزلة و الصوفية و ابن عربى و الفلاسفة و الفلسفة الاوروبية و الفيزياء و العلم الحديث و كل شيء آخر نعرفه.
اما اذا سُئلت ماهى عقيدتك المجملة فاننى أقول بدون تردد هو ذلك الذى ذكره الطحاوى عن الامام ابى حنيفة و لن نزيد عليه حرفا.

 

العقيدة الطحاوية

للإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله

بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ العَلَّامَةُ حُجَّةُ الإِسلَامِ أبو جَعفرٍ الوَرَّاقِ الطَّحَاوِيّ  (239 هـ - 321 هـ) -المِصْرِيِّ- رَحِمَهُ اللهُ : هَذَا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ عَلىَ مَذْهَبِ فُقَهَاءِ الـمِلَّةِ: أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ الكُوفِيّ، وَأبِي يُوسُف يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهيِمَ الأَنْصَارِيّ، وَأبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الـحَسَنِ الشَّيْبَانِيّ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ وَمَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ، وَيَدِينُونَ بِهِ لِرَبِّ العَالَمِينَ.

 

نَقُولُ فِي تَوحِيدِ اللهِ مُعْتَقِدِينَ بِتَوفِيقِ اللهِ : إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ. وَلا شَىْءَ مِثلُهُ، وَلا شَىْءَ يُعْجِزَهُ، وَلا إِلَهَ غَيْرُهُ.

قَدِيمٌ بِلا ابْتِدَاءٍ، دَائِمٌ بِلا انْتِهَاءٍ، لا يَفْنَى وَلا يَبِيدُ، وَلا يَكُونُ إِلاَّ مَا يُرِيدُ، لا تَبْلُغُهُ الأَوْهَامُ وَلا تُدْرِكُهُ الأَفْهَامُ، وَلا يُشْبِهُ الأَنَامَ، حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَيُّومٌ لا يَنَامُ، خَالِقٌ بِلا حَاجَةٍ، رَازِقٌ بِلا مُؤْنَةٍ، مُمِيتٌ بِلا مَخَافَةٍ، بَاعِثٌ بِلاَ مَشَقَّةٍ.

مَازَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيماً قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ. وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا، كَذَلِكَ لا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا، لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الـخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ الـخَالِقِ، وَلا بِإحْدَاثِهِ البَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ البَارِئِ.

لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الـخَالِقِ وَلا مَخْلُوقَ. وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الـمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَا، اسْتَحَقَّ هَذَا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ ،كَذَلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَ الـخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ. ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ، وَكُلُّ شَىْءٍ إِلَيْهِ فَقِيرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيرٌ، لاَ يَحْتَاجُ إِلىَ شَىْءٍ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.}

خَلَقَ الـخَلْقَ بِعِلْمِهِ، وَقَدَّرَ لَهُمْ أَقْدَارًا، وَضَرَبَ لَهُمْ ءَاجَالاً، وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَىْءٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.

وَكُلُّ شَىْءٍ يَجْرِي بِتَقْدِيرِهِ، وَمَشِيئَتِهِ، وَمَشِيئَتُهُ تَنْفُذُ، لاَ مَشِيئَةَ لِلعِبَادِ إِلاَّ مَا شَاءَ لَهُمْ، فَمَا شَاءَ لَهُمْ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، وَيَعْصِمُ وَيُعَافِي فَضْلاً، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيَخْذُلُ وَيَبْتَلِي عَدْلاً. وَكُلُّهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِي مَشِيئَتِهِ بَيْنَ فَضْلِهِ وَعَدْلِهِ. وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنِ الأَضْدَادِ وَالأَنْدَادِ. لاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلاَ غَالِبَ لِأَمْرِهِ.

ءَامَنَّا بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَأَيْقَنَّا أَنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِهِ.

وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَبْدُهُ الـمُصْطَفَى، وَنَبِيُّهُ الـمُجْتَبَى، وَرَسُولُهُ الـمُرْتَضَى، وَإِنَّهُ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِمَامُ الأَتْقِيَاءِ، وَسَيِّدُ الـمُرْسَلِينَ، وَحَبِيبُ رَبِّ العَالَمِينَ، وَكُلُّ دَعْوَةِ نُبُوَّةٍ بَعْدَ نُبُوَّتِهِ فَغَيٌّ وَهَوًى.

وَهُوَ الـمَبْعُوثُ إِلىَ عَامَّةِ الـجِنِّ وَكَافَّةِ الوَرَى بِالـحَقِّ وَالـهُدَى وَبِالنُّورِ وَالضِّيَاءِ.

وَإِنَّ القُرْءَانَ كَلَامُ اللهِ، مِنْهُ بَدَا بِلاَ كَيْفِيَّةٍ قَوْلاً، وَأَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَحْيًا، وَصَدَّقَهُ الـمُؤْمِنُونَ عَلَى ذَلِكَ حَقًّا، وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ كَلَامُ اللهِ تَعَالىَ بِالـحَقِيقَةِ لَيْسَ بـِمَخْلُوقٍ كَكَلَامِ البَرِيَّةِ، فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ كَلَامُ البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، وَقَدْ ذَمَّهُ اللهُ وَعَابَهُ وَأَوْعَدَهُ بِسَقَرَ حَيْثُ قَالَ تَعَالىَ :{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}. فَلَمَّا أَوْعَدَ اللهُ بِسَقَرَ لِمَنْ قَالَ:{ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ البَشَرِ}، عَلِمْنَا وَأَيْقَنَّا أَنَّهُ قَوْلُ خَالِقِ البَشَرِ، وَلاَ يُشْبِهُ قَوْلَ البَشَرِ.

وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمَعْنىً مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، فَمَنْ أَبْصَرَ هَذَا اعْتَبَرَ، وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الكُفَّارِ انْزَجَرَ، وَعَلِمَ أَنَّهُ بِصِفَاتِهِ لَيْسَ كَالبَشَرِ.

وَالرُّؤْيَةُ حَقٌّ لأَهْلِ الـجَنَّةِ بِغَيْرِ إِحَاطَةٍ وَلاَ كَيْفِيَّةٍ كَمَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ رَبِّنَا :{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، وَتَفْسِيْرُهُ عَلىَ مَا أَرَادَهُ اللهُ تَعَالىَ وَعَلِمَهُ، وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي ذَلِكَ مِنَ الـحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا قَالَ وَمَعْنَاهُ عَلَى مَا أَرَادَ، لاَ نَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مُتَأَوِّلِينَ بِآرَائِنَا وَلاَ مُتَوَهِّمِينَ بِأَهْوَائِنَا، فَإِنَّهُ مَا سَلِمَ فِي دِينِهِ إِلاَّ مَنْ سَلَّمَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدَّ عِلْمَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ إِلَى عَالِمِهِ.

وَلاَ تَثْبُتُ قَدَمٌ فِي الإِسْلامِ إِلاَّ عَلىَ ظَهْرِ التَّسْليِمِ وَالاسْتِسْلَامِ.

فَمَنْ رَامَ عِلْمَ مَا حُظِرَ عَنْهُ عِلْمُهُ وَلَمْ يَقْنَعْ بِالتَّسْلِيمِ فَهْمُهُ، حَجَبَهُ مَرَامُهُ عَنْ خَالِصِ التَّوْحِيدِ، وَصَافِي الـمَعْرِفَةِ، وَصَحِيحِ الإِيمَانِ، فَيَتَذَبْذَبُ بَيْنِ الكُفْرِ وَالإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ، وَالإِقْرَارِ وَالإِنْكَارِ، مُوَسوِسًا تَائِهًا شَاكًّا، لاَ مُؤْمِنًا مُصَدِّقًا، وَلاَ جَاحِداً مُكَذِّبًا.

وَلاَ يَصِحُّ الإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ لأَهْلِ دَارِ السَّلاَمِ لِمَنْ اعْتَبَرَهَا مِنْهُمْ بِوَهْمٍ أَوْ تَأَوَّلَهَا بِفَهْمٍ إِذْ كَانَ تَأوِيلُ الرُّؤْيِةِ وَتَأْوِيلُ كُلِّ مَعْنًى يُضَافُ إِلَى الرُّبُوبِيَّةِ بِتَرْكِ التَّأْوِيلِ وَلُزُومِ التَّسْلِيمِ، وَعَلَيهِ دِينُ الـمُسْلِمِينَ.

وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَّشْبِيهَ زَلَّ وَلَمْ يُصِبِ التَّنْـزِيهَ. فَإِنَّ رَبَّنَا جَلَّ وَعَلَا مَوْصُوفٌ بِصِفَاتِ الوَحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بِنُعُوتِ الفَرْدَانِيَّةِ، لَيْسَ فِي مَعْنَاهُ أَحَدٌ مِنَ البَرِيَّةِ.

وَتَعَالَى عَنِ الـحُدُودِ وَالغَايَاتِ، وَالأَرْكَانِ وَالأَعْضَاءِ وَالأَدَوَاتِ، لاَ تَحْوِيهِ الـجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ الـمُبْتَدَعَاتِ.

وَالـمِعْرَاجُ حَقٌّ، وَقَدْ أُسْرِيَ بِالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعُرَجَ بِشَخْصِهِ فِي اليَقَظةِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ إِلَى حَيْثُ شَاءَ اللهُ مِنَ العُلَى، وَأكْرَمَهُ اللهُ بِمَا شَاءَ، وَأوْحَى إِليْهِ مَا أَوْحَى، { مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى}، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الأَخِرَةِ وَالأُولَى.

وَالـحَوْضُ الَّذِي أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى بِهِ غِيَاثًا لأُمَّتِهِ حَقٌّ.

وَالشَّفَاعَةُ الَّتِي ادَّخَرَهَا لَهُمْ حَقٌّ، كَمَا رُوِيَ فِي الأَخْبَارِ.

وَالـمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ ءَادَمَ وَذُرِّيَّتِهِ حَقٌّ.

وَقَدْ عَلِمَ اللهُ تَعَالَى فِيمَا لَمْ يَزَلْ عَدَدَ مَنْ يَدْخُلُ الـجَنَّةَ، وَعَدَدَ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ جُمْلَةً وَاحِدَةً، فَلَا يُزَادُ فِي ذَلِكَ العَدَدِ وَلاَ يَنْقُصُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ أفْعَالَهُمْ فِيمَا عَلِمَ مِنْهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ، وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. وَالأَعْمَالُ بِالـخَوَاتِيمِ.

وَالسَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ بِقَضَاءِ اللهِ تَعَالَى ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ بِقَضَاءِ اللهِ تَعَالَى.

وَأَصْلُ القَدَرِ سِرُّ اللهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ، لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ. وَالتَّعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِي ذَلِكَ ذَرِيعَةُ الـخِذْلاَنِ، وَسُلَّمُ الـحِرْمَاِن، وَدَرَجَةُ الطُّغْيَانِ، فَالـحَذَرَ كُلَّ الـحَذَرِ مِنْ ذَلِكَ نَظَرًا وَفِكْرًا وَوَسْوَسَةً، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى طَوَى عِلْمَ القَدَرِ عَنْ أَنَامِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ كَمَا قَالَ تَعَالىَ فِي كِتَابِهِ:{ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}. فَمَنْ سَأَلَ لِمَ فَعَلَ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ الكِتَابِ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ الكِتَابِ كَانَ مِنَ الكَافِرِينَ.

فَهَذِهِ جُمْلَةُ مَا يَحْتَاجُ إِليهِ مَنْ هُوَ مُنَوَّرٌ قَلبُهُ مِنْ أَولِيَاءِ اللهِ تَعَالَى، وَهِيَ دَرَجَةُ الرَّاسِخِينَ فِي العِلْمِ، لأَنَّ العِلْمَ عِلْمَانِ: عِلْمٌ فِي الـخَلْقِ مَوجُودٌ، وَعِلْمٌ فِي الـخَلقِ مَفْقُودٌ، فَإِنْكَارُ العِلْمِ الـمَوْجُودِ كُفْرٌ، وَادِّعَاءُ العِلْمِ الـمَفْقُودِ كُفْرٌ، وَلاَ يَثْبُتُ الإِيمَانُ إِلاَّ بِقَبُولِ العِلمِ الـمَوجُودِ وَتَرْكِ طَلَبِ العِلْمِ الـمَفْقُودِ.

وَنُؤْمِنُ بِاللَّوحِ وَالقَلَمِ وَبِجَمِيعِ مَا فِيهِ قَدْ رُقِمَ. فَلَوِ اجْتَمَعَ الـخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَى شَىْءٍ كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى فِيهِ أَنَّهُ كَائِنٌ لِيَجْعَلُوهُ غَيْرَ كَائِنٍ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ. وَلَوِ اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ عَلَى شَىْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ تَعَالىَ فِيهِ لِيَجْعَلُوهُ كَائِنًا لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ. جَفَّ القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَا أَخْطَأَ العَبْدَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَمَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ.

وَعَلَى العَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ قَدْ سَبَقَ عِلْمُهُ فِي كُلِّ كَائِنٍ مِنْ خَلْقِهِ، فَقَدَّرَ ذَلِكَ تَقْدِيرًا مُحْكَماً مُبْرَمًا لَيْسَ فِيهِ نَاقِضٌ وَلاَ مُعَقَّبٌ وَلاَ مُزِيلٌ وَلاَ مُغَيّرٌ وَلاَ مُحَوَّلٌ وَلاَ نَاقِصٌ وَلاَ زَائِدٌ مِنْ خَلْقِهِ فِي سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ. وَذَلِكَ مِنْ عَقْدِ الإِيمَانِ وَأُصُولِ الـمَعْرِفَةِ وَالاعْتِرَافِ بِتَوحِيدِ اللهِ تَعَالىَ وَرُبُوبِيَّتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالىَ فِي كِتَابِهِ : {وَخَلَقَ كُلَّ شَـْئٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} وَقَالَ تَعَالىَ : { وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}.

فَوَيْلٌ لِمَنْ صَارَ لِلّهِ تَعَالَى فِي القَدَرِ خَصِيماً، وَأَحْضَرَ لِلنَّظَرِ فِيهِ قَلْبًا سَقِيمًا، لَقَدِ الْتَمَسَ بِوَهْمِهِ فِي فَحْصِ الغَيْبِ سِرًّا كَتِيمًا، وَعَادَ بِمَا قَالَ فِيهِ أَفَّاكًا أَثِيمًا.

وَالعَرْشُ وَالكُرْسِيُّ حَقٌّ، وَهُوَ مُسْتَغْنٍ عَنِ العَرْشَ وَمَا دُونَهُ، مُحِيطٌ بِكُلِّ شَىْءٍ وَفَوْقَهُ، وَقَدْ أعْجَزَ عَنِ الإِحَاطَةِ خَلقَهُ.

وَنَقُولُ: إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَكَلَّمَ مُوسَى تَكلِيمًا إِيـمَانًا وَتَصْدِيقًا وَتَسلِيمًا.

وَنُؤْمِنُ بِالـمَلاَئِكَةِ وَالنَّبِيّينَ وَالكُتُبِ الـمُنَـزَّلَةِ عَلىَ الـمُرْسَلِينَ ، وَنَشْهَدُ أَنَّهُمْ كَانُوا عَلىَ الـحَقِّ الـمُبِينَ.

وَنُسَمِّي أَهْلَ قِبْلَتِنَا مُسْلِمِينَ مُؤْمِنِينَ ، مَا دَامُوا بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَرِفِينَ ، وَلَهُ بِكُلِّ مَا قَالَهُ وَأَخْبَرَ مُصَدِّقِينَ غَيْرَ مُنْكِرِينَ. وَلاَ نَخُوضُ فِي اللهِ وَلاَ نُمَارِي فِي دِينِ اللهِ. وَلاَ نُجَادِلُ فِي القُرْءَانِ ، وَنَشْهَدُ أَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ العَالـَمِينَ ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ، فَعَلَّمَهُ سَيِّدَ الـمُرْسَلِينَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى ، لاَ يُسَاوِيهِ شَىْءٌ مِنْ كَلَامِ الـمَخْلُوقِينَ ، وَلاَ نَقُولُ بِخَلْقِهِ ، وَلاَ نُخَالِفُ جَمَاعَةَ الـمُسْلِمِينَ.

وَلاَ نُكَفِّرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ بِذَنْبٍ مَا لَمْ يَسْتَحِلَّهُ، وَلاَ نَقُولُ لاَ يَضُرُّ مَعِ الإِيمَانِ ذَنْبٌ لِمَنْ عَمِلَهُ.

نَرْجُو لِلمُحْسِنِينَ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَيُدْخِلَهُمُ الـجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، وَلاَ نَأمَنُ عَلَيْهِمْ، وَلاَ نَشْهَدُ لَهُمْ بِالـجَنَّةِ، وَنَسْتَغْفِرُ لِمُسِيئِهمْ وَنَخَافُ عَلَيهِمْ وَلاَ نُقَنِّطُهُمْ.

وَالأَمْنُ وَالإِيَاسُ يَنْقُلاَنِ عَنْ مِلَّةِ الإِسْلَامِ، وَسَبِيلُ الـحَقِّ بَيْنَهُمَا لأَهْلِ القِبْلَةِ.

وَلاَ يَخْرُجُ العَبْدُ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ بِجُحُودِ مَا أَدْخَلَهُ فِيهِ.

وَالإِيمَانُ هُوَ الإِقْرَارُ بِاللَّسَانِ وَالتَّصْدِيقُ بِالـجَنَانِ.

وَجَمِيعُ مَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّرْعِ وَالبَيَانِ كُلُّهُ حَقٌّ.

وَالإِيمَانُ وَاحِدٌ، وَأَهْلُهُ فِي أَصْلِهِ سَوَاءٌ وَالتَّفَاضُلُ بَيْنَهُمْ بِالـخَشْيَةِ وَالتُّقَى وَمُخَالَفَةِ الـهَوَى وَمُلَازَمَةِ الأَوْلَى.

وَالـمُؤْمِنِينَ كُلُّهُمْ أَوْلِيَاءُ الرَّحْمَانِ ، وَأَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللهِ أَطْوَعُهُمْ وَأتْبَعُهُمْ لِلقُرْءَانِ .

وَالإِيمَانُ هُوَ الإِيمَانُ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَومِ الآخِرِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ مِنَ اللهِ تَعَالَى. وَنَحْنُ مُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كُلّهِ ، لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَنُصَدِّقُهُمْ كُلُّهُمْ عَلَى مَا جَاءُوا بِهِ.

وَأَهْلُ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فِي النَّارِ لاَ يَخْلُدُونَ إِذاَ مَاتُوا وَهُمْ مُوَحِّدُونَ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا تَائِبِينَ بَعْدَ أَنْ لَقُوا اللهَ عَارِفيِنَ مُؤْمِنِينَ، وَهُمْ فِي مَشِيئَتِهِ وَحُكْمِهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ وَعَفَا عَنْهُمْ بِفَضْلِهِ، كَمَا ذَكَرَ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : {وَيِغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ فِي النَّارِ بِعَدْلِهِ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْهَا بِرَحْمَتِهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ مِنْ أَهْلِ طاَعَتِهِ ثُمَّ يَبْعَثُهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى تَوَلَّى أَهْلَ مَعْرِفَتِهِ وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ فِي الدَّارَيْنِ كَأَهْلِ نُكْرَتِهِ الّذِينَ خَابُوا مِنْ هِدَايَتِهِ وَلَمْ يَنَالُوا مِنْ وِلاَيَتِهِ.

اللَّهُمَّ يَا وَليَّ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ ثَبِّتْنَا عَلَى الإِسْلَامِ حَتىَّ نَلْقَاكَ بِهِ.

وَنَرَى الصَّلاَةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ ، وَعَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ.

وَلاَ نُنَـزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ جَنَّةً وَلاَ نَارًا، وَلاَ نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِكُفْرٍ وَلاَ بِشِرْكٍ وَلاَ بِنِفَاقٍ مَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ شَىْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَنَذَرُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى .

وَلاَ نَرَى السَّيْفَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ السَّيْفُ.

وَلاَ نَرَى الـخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلاَةِ أَمُورِنَا وَإِنْ جَارُوا، وَلاَ نَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَلاَ نَنْـزعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ، وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرِيضَةً مَا لَمْ يَأمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالـمُعَافَاةِ.

وَنَتْبَعُ السُّنَّةَ وَالـجَمَاعَةَ ، وَنَجْتَنِبُ الشُّذُوذَ وَالـخِلَافَ وَالفُرْقَةَ.

وَنُحِبُّ أَهْلَ العَدْلِ وَالأَمَانَةِ وَنُبْغِضُ أَهْلَ الـجَوْرِ وَالـخِيَانَةِ.

وَنَقُولُ اللهُ أعْلَمُ فِيمَا اشْتَبَهَ عَلَيْنَا عِلْمُهُ.

وَنَرَى الـمَسْحَ عَلَى الـخُفَّيْنِ فِي السَّفَرِ وَالـحَضَرِ كَمَا جَاءَ فِي الأَثَرِ.

وَالـحَجُّ وَالـجِهَادُ مَاضِيَانِ مَعَ أُولِي الأَمْرِ مِنْ الـمُسْلِمِينَ بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ لاَ يُبْطِلُهُمَا شَىْءٌ وَلاَ يَنْقُضُهُمَا.

وَنُؤْمِنُ بِالكِرَامِ الكَاتِبِينَ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهُمْ عَلَيْنَا حَافِظِينَ، وَنُؤْمِنُ بِمَلَكِ الـمَوْتِ الـمُوَكَّلِ بِقَبْضِ أَرْوَاحِ العَالَمِينَ، وَبِعَذَابِ القَبْرِ لِمَنْ كَانَ لَهُ أَهْلًا، وَسُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ فِي قَبْرِهِ عَنْ رَبِّهِ وَدِينِهِ وَنِبِيِّهِ عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ الأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَنِ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ.

وَالقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الـجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النِّيرَانِ.

وَنُؤْمِنُ بِالبِعْثِ وَجَزَاءِ الأَعْمَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالعَرْضِ وَالـحِسَابِ وَقِرَاءَةِ الكِتَابِ وَالثَّوَابِ وَالعِقَابِ وَالصِّرَاطِ وَالـمِيزَانِ.

وَالـجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ لاَ تَفْنَيَانِ أَبَدًا وَلاَ تَبِيدَانِ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الـجَنَّةَ وَالنَّارَ قَبْلَ الـخَلْقِ وَخَلَقَ لَهُمَا أَهْلًا، فَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الـجَنَّةَ فَضْلًا مِنْهُ وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ عَدْلاً مِنْهُ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا قَدْ فُرِغَ لَهُ وَصَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ.

وَالـخَيْرُ وَالشَّرُّ مُقَدَّرَانِ عَلىَ العِبَادِ.

وَالاسْتِطَاعَةُ التِي يَجِبُ بِهَا الفِعْلُ مِن نَحْوِ التَّوْفِيقِ الذِي لاَ يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الـمَخْلُوقُ بِهِ فَهِيَ مَعَ الفِعْلِ، وَأَمَّا الاسْتِطَاعَةُ مِنْ جِهَةِ الصَّحَّةِ وَالوُسْعِ وَالتَّمَكُّنِ وَسَلاَمَةِ الآلاَتِ فَهِيَ قَبْلَ الفِعْلِ، وَبِهَا يَتَعَلَّقُ الـخِطَابُ، وَهِيَ كَمَا قَالَ تَعَالىَ:{لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهُا}.

وَأَفْعَالُ العِبَادِ خَلْقُ اللهِ وَكَسْبٌ مِنَ العِبَادِ. وَلَمْ يُكَلِّفْهُمُ اللهُ تَعَالَى إِلاَّ مَا يُطِيقُونَ، وَلاَ يُطَيَّقُونَ إِلاَّ مَا كَلَّفَهُمْ، وَهُوَ تَفْسِيرُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. نَقُولُ: لاَ حِيلَةَ لأَحَدٍ، وَلاَ حَرَكَةَ لأَحَدٍ وَلاَ تَحَوُّلَ لأَحَدٍ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلاَّ بِمَعُونَةِ اللهِ، وَلاَ قُوَّةَ لأَحَدٍ عَلَى إِقَامَةِ طَاعَةِ اللهِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا إِلاَّ بِتَوفِيقِ اللهِ.

وَكُلُّ شَىْءٍ يَجْرِي بِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالىَ وَعِلْمِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ. غَلَبَتْ مَشِيْئَتُهُ الـمَشِيئَاتِ كُلَّهَا، وَغَلَبَ قَضَاؤُهُ الـحِيَلَ كُلَّها. يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ أَبَدًا، تَقَدَّسَ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَحَيْنٍ ، وَتَنَـزَّهَ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ وَشَيْنٍ { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.

وَفِي دُعَاءِ الأَحْيَاءِ وَصَدَقَاتِهِمْ مَنْفَعَةٌ للأَمْوَاتِ، وَاللهُ تَعَالَى يَسْتَجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَيِقْضِي الـحَاجَاتِ، وَيَمْلِكُ كُلَّ شَىْءٍ وَلاَ يَمْلِكُهُ شَىْءٌ ، وَلاَ غِنَى عَنِ اللهِ تَعَالَى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ اسْتَغْنَى عَنِ اللهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَقَدْ كَفَرَ وَصَارَ مِنْ أَهْلِ الـحَيْنِ.

وَاللهُ يَغْضَبُ وَيَرْضَى لاَ كَأَحَدٍ مِنْ الوَرَى.

وَنُحِبُّ أصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ نُفْرِطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلاَ نَتَبَرَّأ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ وَبِغَيْرِ الـخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ، وَلاَ نَذْكُرُهُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ.

وَنُثْبِتُ الـخِلَافَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَّلاً لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، تَفْضِيلًا لَهُ وَتَقْدِيمًا عَلَى جَمِيعِ الأُمَّةِ. ثُمَّ لِعُمَرَ بْنِ الـخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُمُ الـخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَالأَئِمَّةُ الـمُهْتَدُونَ.

وَإِنَّ العَشَرَةَ الّذِينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَشَّرَهُمْ بِالـجَنَّةِ، نَشْهَدُ لَهُمْ بِالـجَنَّةِ، عَلَى مَا شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَولُهُ الـحَقُّ، وَهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَليٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَسَعِيدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنُ عَوْفٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الـجَرَّاحِ وَهُوَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.

وَمَنْ أَحْسَنَ القَوْلَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ الطَّاهِرَاتِ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَذُرِّيَّاتِهِ الـمُقَدَّسِينَ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ.

وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنْ السَّابِقِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَهْلُ الـخَيْرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلُ الفِقْهِ وَالنَّظَرِ، لاَ يُذْكَرُونَ إِلاَّ بِالـجَمِيلِ وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلىَ غَيْرِ السَّبِيلِ.

وَلاَ نُفَضِّلُ أَحَدًا مِنَ الأَوْلِيَاءِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَنَقُولُ نَبيٌّ وَاحِدٌ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الأَوْلِيَاءِ.

وَنُؤْمِنُ بَمَا جَاءَ مِنَ كَرَامَاتِهِمْ، وَصَحَّ عَنِ الثِّقَاتِ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ.

وَنُؤْمِنُ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ، وَنُزُولِ عِيْسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ السَّمَاءِ، وَنُؤْمِنُ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجِ دَابَّةِ الأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِهَا.

وَلاَ نُصَدِّقُ كَاهِنًا وَلاَ عَرَّافًا وَلاَ مَنْ يَدَّعِي شَيْئًا يُخَالِفُ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَإِجْمَاعَ الأُمَّةِ.

وَنَرَى الـجَمَاعَةَ حَقًّا وَصَوَابًا، وَالفُرْقَةَ زَيْغًا وَعَذَابًا.

وَدِينُ اللهِ فِي الأرضِ وَالسَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَهُوَ دِينُ الإِسْلَامِ، قال اللهُ تَعَالَى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ}. وَقَالَ تَعَالَى:{وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا}، وَهُوَ بَيْنَ الغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ، وَبَيْنَ التَّشْبِيهِ وَالتَّعْطِيلِ، وَبَيْنَ الـجَبْرِ وَالقَدَرِ، وَبَيْنَ الأَمْنِ وَالإِيَاسِ.

فَهَذَا دِينُنَا وَاعْتِقَادُنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَنَحْنَ بُرَءَاءُ إِلَى اللهِ مِنْ كُلِّ مَنْ خَالَفَ الّذِي ذَكَرْنَاُه وَبَيّنَّاهُ.

وَنَسأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى الإِيمَانِ وَيَخْتِمَ لَنَا بِهِ، وَيَعْصِمَنَا مِنَ الأَهْوَاءِ الـمُخْتَلِفَةِ وَالآرَاءِ الـمُتَفَرِّقَةِ وَالـمَذَاهِبِ الرَّدِيَّةِ مِثْلِ الـمُشَبِّهَةِ وَالـمُعْتَزِلَةِ وَالـجَهْمِيَّةِ وَالـجَبْرِيَّةِ وَالقَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الّذِينَ خَالَفُوا السُّنَّةَ وَالـجَمَاعَة وَحَالَفُوا الضَّلالَةَ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بَرَاءٌ وَهُمْ عِنْدَنَا ضُلَّالٌ وَأَرْدِيَاءٌ، وَبِاللهِ العِصْمَةُ وَالتَّوْفِيقِ.

بحثان جديدان يظهران على الاركايف اليوم



بحث جديد على الأركايف بخصوص نظرية الحقول (أو المجالات) الكمومية غير-التبديلية. جزء معتبر من البحث هو مدخل تعليمى لمعادلة اعادة التنظيم التى تشكل معا الروح و الآلة التحليلية الاولى للميكانيك الكمومى لحقول الجسيمات و المصفوفات.  

بحث ثانى ظهر اليوم على الاركايف بخصوص فلسفة الفيزياء (التقنية و ليست التحليلية) وهو البحث الثالث الرسمى فى هذا الاتجاه. فكرة هذا البحث كنت قد تكلمت عنها على الفايسبوك منذ حوالى السنتين ثم اخرجتها هنا فى شكل رسمى. اذن هذا بحث قصير جدا يتناول خلاصة (معضلة الرصد) فى الميكانيك الكمومى و معضلة (ضياع المعلومات فى الثقب الاسود) فى الثقالة الكمومية و محاولة اعادة صياغة المعضلة الاولى (وهى الاصعب) بدلالة المعضلة الثانية التى تقبل حلا يعطى بالثنائية الثقالية-المعيارية. اذن تجدون ايضا فى هذا البحث خلاصة قصيرة جدا للثنائية الثقالية-المعيارية و كثير من تطبيقاتها مثلا الثنائية بين جسور ال ER (وهى الثقوب الدودية لاينتشاين و روزن) و جسيمات ال EPR (وهو التشابك الكمومى لاينتشاين و بودولسكى و روزن و بال) التى اقترحها ساسكيند و ماداسينا منذ ثلاث سنوات.

زمر ليه, جبريات ليه و تمثيلاتهما -غافا, 1995



محاضرات نظرية زمر ليه Lie groups و جبريات ليه Lie algebras المُولدة لها و نظرية التمثيلات representation theory المرفقة بهما التى اخذناها كمادة اساسية فى ديبلوما Diploma المركز الدولى للفيزياء النظرية ICTP بتريستة بايطاليا عام 1995.
وقد اخذنا هذه المادة مع الاستاذ ناراين Narain فى الفصل الاول وهو هندى وهو فيزيائى وترى مشهور و قد كان المشرف الخاص بى فى الديبلوما ثم اخذنا نفس المادة مع الاستاذ غافا Gava فى الفصل الثانى وهو ايطالى وهو الوحيد الذى مازال موجودا اليوم فى ال ICTP من ذلك الجيل اما البقية فمن خرج الى التقاعد فقد خرج و من توفى فقد توفى.
واتذكر اننى حصلت على العلامة الكاملة بتقدير E اى ممتاز فى هذه المادة التجريدية مع الاستاذين ناراين و غافا.
نظرية الزمر تتناول الزمر الكلاسيكية الاساسية المستمرة continuous المتضامة compact منها او المركبة complexified التى اكتشفها النرويجى سوفوس ليه Sophus Lie من حوالى القرن و نصف وهى اربعة اصناف اساسية An, Bn, Cn, Dn.
والزمرة هى الاساس الرياضى لفكرة التناظر symmetry فى الفيزياء و على هذا فان هذه الزمر تلعب دورا محوريا فى فيزياء الجسيمات الاولية و الميكانيك الكمومى و نظرية الحقول الكمومية ونظرية الاوتار الممتازة.
اما ال An فهو الزمرة الخطية الخاصة special linear ببعد n+1 و يرمز لها ب SL(n+1,C). اذا عوضنا الاعداد المركبة C بالاعداد الحقيقية R فاننا نحصل على الزمرة الاحادية unitary المتضامة compact التى يرمز لها ب SU(n+1,R) وهى الزمرة التى تتحكم بجميع التناظرات المعيارية gauge symmetries فى الطبيعة.
اما ال Cn فهو الزمرة السمبليكتية symplectic و يرمز لها ب SP(2n,C). الزمرة المتضامة نحصل عليها بتعويض الاعداد المركبة C بالاعداد الحقيقية R وهذه هى الزمرة التى تدخل فى الصياغة الهاميلتونية Hamiltonian formulation فى الميكانيك الكلاسيكى و الطريقة القانونية canonical method فى الميكانيك الكمومى.
أما ال Bn فهو الزمرة المتعامدة orthogonal ببعد فردى للفضاء 2n+1 و يرمز لها ب O(2+1,C).
أم ال Dn فهو الزمرة المتعامدة orthogonal ببعد زوجى للفضاء 2n و يرمز لها ب O(2n,C).
مرة اخرى فان هذه الزمر هى زمر مركبة غير متضامة اما الزمر الحقيقية المتضامة فنحصل عليها بتعويض الاعداد المركبة C بالاعداد الحقيقية R.
وهذه الزمر هى ربما أهم الزمر على الاطلاق فهى تدخل فى تعريف التناظرات الدورانية rotational symmetries و السبينورات spinors التى هى الحقول الرياضية على الفضاء-زمن المُرفقة بالجسيمات الاولية المادية وهى الكوراكات quarks و اللبتونات leptons الفرميونية (اى عزم لفها يساوى نصف) للنموذج القياسى standard model للجسيمات الاولية.
زمرة الدورانات هى SO(3). زمرة السبين هى SU(2) وهى بالضبط الزمرة السمبليكتية SP(2).
الزمرة المعيارية gauge group للنموذج القياسى للجسيمات الاولية هى U(1)xSU(2)xSU(3) حيث يمثل U(1) التفاعلات الكهرومغناطيسية و تمثل SU(2) التفاعلات النووية الضعيفة weak للاشعاعية و تمثل SU(3) التفاعلات النووية القوية اللونية strong color.
لنلاحظ ان ال SU(2) الذى يظهر فى الدورانات و السبين ليس هو نفسه ال SU(2) الذى يظهر فى القوة المعيارية فالاول يمثل تناظر شامل global اما الثانى فيمثل تناظر موضعى local و هما مختلفان جدا بسبب هذا الامر.
الشامل يعنى انه لا يتعلق بنقاط الفضاء-زمن اما الموضعى فهو موضعى اذن هو دالة فى الفضاء-زمن.
اذن هاتان الزمرتان مختلفتان جدا رغم انهما رياضيا SU(2) وهذا بسبب علاقتهما المختلفة بالفضاء-زمن.
بل هناك زمرة SU(2) اخرى فى النموذج القياسى تختلف عن هاتين الزمرتين هى زمرة الذوق flavor group التى تعبر عن اختلاف نكهات الكوراكات من u و d وهى زمرة شاملة و ليست موضعية و اكثر من هذا فهى زمرة تقريبية لسببين اولا ال u و d لهما كتلة غير معدومة و مختلفة و السبب الثانى هناك كواركات اخرى ستة بالضبط اذن زمرة الذوق التقريبية هى فى الحقيقة SU(6).
يبقى ال SU(2) أهم زمرة على الاطلاق فى الرياضيات و الفيزياء و الطبيعة.
لنرجع فى الاخير الى بعض الخواص الرياضية العامة للزمر و الجبريات و التمثيلات.
أولا الزمرة هى متشعب manifold بخواص معينة يمكن تعويضه حول عنصر الوحدة بفضاء شعاعى vector space هو بالضبط جبرية ليه Lie algebra المُولدة للزمرة.
اما التمثيلة representation فكما يدل اسمها فهى عبارة عن الفضاءات الرياضية المصفوفية التى يمكن استعمالها لحل علاقات التبادل الاساسية fundamental commutation relations المُعرفة لجبرية ليه.
اذن التمثيلة هى تمثيل الزمرة و الجبرية المرفقة بها على فضاء شعاعى.
عناصر الزمرة نحصل عليها باخذ التطبيق الأسى exponential map لعناصر الجبرية اى بكل بساطة الدالة الاسية فى جبرية ليه هى زمرة ليه.
وعند اخذ الدالة الاسية فاننا عمليا سنستخدم تمثيلة معينة للزمرة و جبريتها وعدد التمثيلات لانهائى.
وعلينا ان نؤكد ان نظرية التمثيلات هى اهم بكثير من نظرية الزمر نفسها بالنسبة لفيزياء الجسيمات الاولية و الميكانيك الكمومى و الحقول و الاوتار.
هذه المحاضرات قام بتصويرها لكم الاستاذ السوفى السلفى الذى كان يزورنى الاسبوع الماضى فى المنزل لدواعى العمل و التواصل.

آلة الزمن و الثقب الدودى

والجهل لا يعنى عدم العلم.
بل هو فقط موجود فى الانسان لكن العلم موجود دائما فى الخارج جهله من جهله و علمه من علمه.
اما موضوع "آلات الزمن" فهو موضوع معقد جدا فيزيائيا و فلسفيا.
اما فيزيائيا فهو موضوع يمس النسبية العامة فى اسسها. وهو موضوع ذو علاقة بالمنحنيات الزمنية المغلقة او ال CTC اى closed timelike curves.
وهو موضوع يخص سطوح كوشى Cauchy و حدسية الرقابة censorship conjecture و مسألة المفردات singularities problem.
وهو موضوع يخص الثقوب السوداء black holes و الثقوب الدودية wormehole التى هى الوسيلة الوحيدة لصناعة آلة زمن.
حيث ان صناعة آلة الزمن يتطلب أولا صناعة ثقب دودى قابل للعبور traversable ثم ثانيا صناعة فرق زمنى بين فمى الثقب الدودى ثم ثالثا تقريب فمى الثقب الدودى من بعضهما البعض تقريبا مكانيا.
وفمى الثقب الدودى هما ثقب اسود و ثقب ابيض (وهو المعكوس فى الزمن للثقب الاسود).
والثقب الاسود هو الثقب الذى يبتلع كل شيء يعبر الافق من الخارج و لا يقيء شيء اما الثقب الابيض فهو الثقب الذى يقيء كل شيء يعبر الافق من الداخل و لا يبلع شيء.
اذن آلة الزمن هى ثقب دودى بهذه الخواص وهى آلة للزمن لانها تصنع بالضبط منحنيات زمنية مغلقة فى الفضاء-زمن.
اذن يمكننا ان نسافر للماضى باتباع واحد من هذه المنحنيات التى تدخل من الفم الذى هو ثقب اسود فى زمن t ثم تمر عبر عنق throat الثقب الدودى لتخرج من الفم الذى هو ثقب ابيض فى زمن t-T حيث ان T هو الفرق الزمنى.
اذن حتى نفهم هنا ماذا يحدث.
فان الذى يدخل من الفم الاسود ليخرج من الفم الابيض للثقب الدودى هو لن يصرف الا زمنا ذاتيا صغيرا جدا و الزمن الذاتى proper time تذكروا من النسبية العامة هو الزمن الذى يسجله الراصد على ساعته الذاتية.
لكن بالنسبة الى معلم عطالى يكون بالنسبة اليه الثقب الدودى فى حالة سكون فان الزمن فى الفم الابيض الذى هو زمن الخروج t-T هو اقل بكثير من الزمن فى الفم الاسود الذى هو زمن الدخول t اذن بالنسبة الى هذا المعلم العطالى فان هناك سفر الى الماضى.
اما السفر الى المستقبل فانه يتطلب عبور الثقب الدودى فى الاتجاه العكسى.
اذن آلة الزمن هى ثقب دودى يصنع منحنيات زمنية مغلقة تسمح لنا بالسفر فى الزمن فى الاتجاهين.
هذه المنحنيات الزمنية المغلقة فى الفضاء-زمن هى ما سماها الفيزيائى النظرى الاول فى هذه المواضيع الروسى نوفيكوف "الجن".
اذن هذا مصطلح علمى بحت مستمد من فكرة الجن لكن صاحبه ليس له اى رؤية ميتافيزيقية تجعلنا نتشكك فى نيته. المصطلحات لا خلاف حولها اذا تم تعريفها بشكل علمى مضبوط.
فى هذه المنحينات الزمنية المغلقة فان الاسباب تصبح سابقة و فى نفس لاحقة للمسببات و ليس لها اى نقطة بدء و لا اى نقطة منتهى و قد تتطابق المسببات مع الاسباب لكن اذا كانت منسجمة فانها تسمى الحلقات السببية causal loop التى تكلمنا عنها المرة الماضية.
نأخذ كمثال تناقض بولشينسكى (و بولشينسكى هو الفيزيائى الوترى الكبير الذى توفى العام الماضى).
الخطوة الاولى: لدينا كرة بليارد فى الحاضر عند الساعة ال 12. هذه هى الكرة الاصلية.
الخطوة الثانية: هذه الكرة سوف تصطدم على الساعة ال 1 بكرة بليارد اخرى واردة بزاوية مختلفة.
الخطوة الثالثة: على الساعة ال 2 يتم نقل هذه الكرة الاصلية المصدومة الى ماضيها عند الساعة 1 عبر آلة زمن.
هذه الكرة الاصلية المصدومة هى التى ستصطدم فى الخطوة الثانية بالكرة الاصلية.
اذن فى هذه المسألة الكرة الاصلية هى فى الحقيقة سيتم مصادمتها مع الكرة الاصلية المصدومة من المستقبل.
بولشينسكى عندما اقترح هذه المسألة على ثورن (الذى حاز على نوبل العام الماضى فى موضوع الامواج الثقالية) اعتقد انه تناقض لانه لم يجد اى حل منسجم لمعادلات الحركة.
اليوم نحن نعرف (وهذا قام به ثورن مع نوفيكوف و آخرين) ان هناك حل منسجم لهذه المسألة.
اى ان كرة البيليارد يمكنها ان تسافر فى حلقة زمنية سببية و تصطدم مع نفسها فى الماضى دون حدوث اى تناقض فيزيائى.
اما فلسفيا فان آلة الزمن تؤدى الى ما يسمى معضلة البوتستراب bootstrape paradox التى ذكرناها فى المنشور السابق الى تعرف ايضا باسم تناقض المعلومات information paradox, التناقض الانطولوجى ontological paradox, تناقض القدر predestination paradox و غيرها من الاسماء العميقة التى تدل على أهمية هذه المسالة وارتباطها الوثيق بكل شيء آخر عميق.
هذه المعضلة (من مثال كرة البيليارد) تقترح ايضا ان الشخصية غير محفوظة عبر الزمن عكس اعتقاد اغلبية الفلاسفة و علماء العصبونات (كرة البليارد اصطدمت مع كرة البليارد الآتية من المستقبل مما يعنى انهما شخصيتان مختلفتان فعلا و ليس شخصية واحدة).
اذن انت فى الماضى لست أنت الآن لست انت فى المستقبل و هذا تحدى آخر للحرية و المسؤولية و الاخلاق.



السفر فى الزمن هو الجن الذى يذكره القرآن: الفيزيائى ايغور نوفيكوف


تناقض السفر فى الزمن يسمى رسميا فى الفيزياء باسم تناقض المعلومات information paradox او (وهو الاشهر) تناقض السِيِر bootstrap paradox و ال bootstrap هو السِيِر اى سِيِر الحذاء اى رباط الحذاء.
اذن هذا التناقض هو تناقض لانه و كأنك تريد ان ترفع نفسك عن الارض عن طريق شد سيور (مفرد سير) او اربطة حذاءك.
فالسبب قد يصبح سابق للمسبب و تضيع بذلك المعالم العقلية الراسخة لما نعرفه من العالم الذى نعيش فيه.
وهذا قد يبدو لاول وهلة مستحيل لكنه ليس بالمستحيل العقلي بل هو على الاكثر قد يكون مستحيل فيزيائيا.
بالفعل فان تناقض السفر عبر الزمن او تناقض السِيِر هو مستحيل فقط فى حالة ما يسمى الحلقات الزمنية time loops لكنه قد يكون ممكنا جدا فى حالة الحلقات السببية causal loops.
ففى الحلقة الزمنية فان المبدأ الثانى للترموديناميك ينهار لان الحلقة او الحوادث events على الحلقة او المعلومات information المشفرة فى الحلقة تتغير باستمرار فى كل دورة للشيء او الجملة الفيزيائية عبر الحلقة.
اما الحلقة السببية فهى خلقة ثابتة لا تتغير و هى تحترم المبدأ الثانى لانه عليها ان تمتص طاقة من المحيط للحفاظ على ثباتها.
هذه الحلقات السببية سماها الفيزيائيان الروسيان اندرى لوساف و ايغور نوفيكوف -وهما من الرواد فى دراسة معضلة السفر فى الزمن- بالجن وهذا اعتمادا على فكرة الجن الواردة فى القرآن.
اذن روسيون ملاحدة يقرأون القرآن فيرون اعجازا علميا اما نحن فاذا حاولنا ان نفهم اى شيء لم يفهمه ابن كثير فاننا سنتهم بالبدعة!!
اما سبب التسمية من جانبهم فهو سبب فيزيائى و ليس سبب ميتافيزيقى.
فالجن هو كائن لا يترك وراءه اى أثر فيزيائى عند اختفاءه.
بنفس الطريقة فان الجملة الفيزيائية التى تدوردورة كاملة عبر الحلقة السببية يجب ان تكون متطابقة مع نفسها تطابقا تاما اى ان الدوران دورة كاملة فى الزمن لا يجب ان يترك اى اثر على الشيء او الجملة الفيزيائية.
لهذا فان هذه الجمل الفيزيائية التى تعيش فى هذه الدورات السببية تسمى جنا.
مرة اخرى انظروا العلاقة الوطيدة بين الزمن او الدوران فى الزمن و تطابق الشخصية الذى له علاقة بالذاكرة و الوعى و من الجهة الاخرى فان الزمن له علاقة بالوجود و السببية و من الجهة الاخرى فان الوجود له علاقة بالزمن و قد يكون هو الزمن نفسه لكن الوجود هو الوعى نفسه على قول البعض اذن الزمن هو الوعى نفسه.
اذن كل شيء ميتافيزيقى له علاقة بكل شيء ميتافيزيقى آخر ولهذا فان وجودنا مشكلة حقيقة لا يستطيع ان يراها الا القلة و الفيزياء لن تعطينا الا جزءا (مهم جدا) من الجواب لكن الفلسفة هى التى ستعطينا بقية الجواب.
هذا الدوران فى الزمن فى الحلقات السببية هو اذن تجربة عقلية مهمة جدا للكشف عن كل هذه الشبكة المعقدة من العلاقات الميتافيزيقية.
الحلقة السببية او الجن ليس له اذن اى مبدأ زمنى و لا اى منتهى زمنى و الاسباب فيها مسببة لنفسها بدون اى تناقض فيزيائى مع احترام للمبدأ الثانى للترموديناميك.
معضلة السفر فى الزمن او معضلة السِيِر هى اذن معضلة لماذا لا نرى فى الطبيعة الحلقات السببية او الجن.
اذن الحلقة السببية هى حلقة ثابتة لان الجن (الذى هو بفهم آخر يعطيه اغور نوفيكوف آلة الزمن المرفقة بها) يجب ان يتفاعل مع المحيط الفيزيائى من اجل امتصاص طاقة يحافظ بها على ثبات حالة الحلقة السببية و حالة الجن اى آلة السفر عبر الزمن.
اذن جن سليمان ربما استعمل السفر فى الزمن لتحقيق ما حققه لكن الخضر عليه السلام كان اسرع منه لانه استعمل التشابك الكمومى كما ذكرنا فى مكان آخر.
هذه المعضلة (معضلة السفر فى الزمن) تسمى فلسفيا بالمعضلة الانطولوجية و الانطولوجيا هو اهم قسم فى الميتافيزيقا وهو القسم الذى يعنى بالوجود و الموجود و الانية و الكينونة و الكون و غيرها من المصطلحات المتقاربة.
اذن معضلة السفر فى الزمن هى معضلة وجودية لان الزمن هو الوجود وهو وجود معقد مركب اذا اضفنا اليه مركبة الوعى.
فى الرابط مقال لوساف و نوفيكوف فى دورية (الثقالة الكلاسيكية و الكمومية) وهى اهم دورية لنشر الابحاث فى مجال تكميم النسبية العامة من اجل الوصول الى نظرية الثقالة الكمومية وعنوان البحث (جن آلة الزمن هى حلول منسجمة غير-هينة) يقصدون بالحلول حلول لمعادلات اينشتاين للنسبية العامة فى الفضاء-زمن حيث يكون الزمن دورى يمر فى حلقات سببية وهى حلول غير-هينة ان انه لا تقابل اى جملة فيزيائية معروفة و هى حلول منسجمة يعنى رياضيا.
مقال لوساف و نوفيكوف 

سابين هوسنفيلدر و نظرية الوتر

واننى لكنت مُعجبا جدا بسابين هوسنفيلدر Sabine Hossenfelder التى يُسميها اصدقائها النحلة Bee لكونها امرأة فيزيائية نظرية ناجحة و لكونها ايضا من اقدم و اكبر المُدوِنات فى الفيزياء النظرية على الواب و هذا منذ سنوات طويلة ومدونتها تحمل اسم رد الفعل الرجعى Backreaction و اظننى فهمت لماذا.
فاننى بدأت انزعج من هذه الكاتبة رويدا رويدا بعد ان اطلعت على فيديوهاتها على اليوتوب و هى ايضا ناجحة جدا فكثير من فيديوهاتها هى من اجل انتقاد -وليس نقد- نظرية الاوتار الممتازة.
اذن كل عملها فى هذا الاتجاه يصب فى الاتجاه الايديولوجى و الديماغوجى و هذا من امقت التوجهات عندى.فالعلمية ستضيع مع الايديولوجية و الموضوعية ستضيع من الديماغوجية.
فالجمهور الذى يأتيها على اليوتوب هو جمهور غير قارئ (ليس مثل جمهور البلوغر و بدرجة اقل جمهور الفايسبوك) بل هو جمهور طفولى لا يهتم الا بالصورة و الصورة الملونة.
اذن عندما ياتيك هذا الجمهور البسيط ثم تبدأ بالتدليس عليه بالقول ان نظرية الوتر الممتاز ليست نظرية علمية فلم يبقى من النظريات العلمية شيء.
نظرية الوتر الممتاز هى اكبر مرشح لنظرية الثقالة الكمومية و هى انجحهم ايضا فلماذا نقاوم هذه القضية البسيطة الصحيحة و يصبح نقدنا العلمى لنظرية الوتر مذهبا دينيا او مذهبا سياسيا يمكننا ان نقتل من اجله الخصوم لو اتيحت لنا الفرصة.
يقولون لك التجربة لم تؤكد الوتر (وهو الكليشيه الاول الذى يذكرونه لك).
لكن التجربة لم تؤكد بل ناقضت نظرية الثقالة الحلقية مثلا لكننا لم نرفض نظرية الثقالة الكمومية الحلقية فهى ناجحة فى اشياء اخرى كثيرة.
والهندسة غير التبديلية و النماذج المصفوفية ليس عليها اى تجربة هى الاخرى لا سلبا و لا ايجابا لكنها تبقى نظرية ذات طموح جامح.
الفيزياء النظرية للثقالة الكمومية ليست فيزياء تجريبية فهى فيزياء نظرية أليس هذا وصف فى اسمها.
اذن فيها كثير من التنظير والحَكم فى الاخير هو التجربة لكن هذا سيأخذ وقتا طويلا خاصة اننا نتكلم على مسافات صغيرة جدا مقاربة لطول بلانك.
هذه ليست فيزياء جسيمات اولية هذه نظريات اعقد بسنوات ضوئية و عليه فان التجارب التى ستؤكدها او تنقضها ستكون معقدة ايضا بسنوات ضوئية و هى ستأخذ وقتا طويلا و حتى التكنولوجيا ستكون مختلفة لا اعتقد انها ستكون تكنولوجيا المسرعات.
اذن لماذا التحامل غير العلمى على نظرية علمية امام جمهور بسيط غير علمى بالاساس.
نأخذ ثلاث امثلة من اعتراضاتها و ساخلطها بالميتافيزيقا (مع المحافظة تماما على الموضوعية و البعد عن الأدلجة و الدمغجة) لان هذا هو اسلوبى فى الكتابة لن اغيره و لن احاول بعد اليوم تغييره.
تقول لك مثلا الهولوغرام فكرة غير فيزيائية. لماذا?. الهولوغرام هو خيال للحقيقة و الحقيقة ذات ابعاد اكثر اما الهولوغرام فهو ثلاثى البعد وهو الذى نعيش فيه. اين هى عدم الفيزياء هنا?. كوننا لا نستطيع تصور هذا الامر جيدا او عدم تصوره مطلقا لا يعنى انه غير فيزيائى. بل الميكانيك الكمومى لا نستطيع ان نتصور اى شيء فيه بالمرة (تصورا ارسطيا) لكنه مؤكد تجريبيا 100 بالمائة و هو روح الفيزياء.
اذن عالم المادة و العقل هو هذا الهولوغرام و هو ليس الا خيالا (تذكروا مصطلح ابن عربى) للنظرية الثقالية الكمومية التى تعيش فى ابعاد عليا.
لو تأملنا فان هذا ليس خيال ابن عربى البسيط بل هذا خيال ممتاز. لان الخيال (الهولوغرام اين نعيش) له خيال (الثقالة الكمومية التى هى نظرية كل شيء).
تقول لك ايضا اننا لم نكتشف اى من الجسيمات الممتازة فى المسرعات وهذا فى التجارب الاخيرة. هذا صحيح لكن لماذا ننسى ان نظرية الثقالة الكمومية الحلقية لم تكتشف ايضا عدم توحد الخواص فى الكون الناجم عن عدم ثبات سرعة الضوء الذى تتنبأ به.
عدم الوجدان لا يعنى عدم الوجود. وهذه قاعدة معروفة. اذن مثلا عدم شعورك بوجود الله سبحانه و تعالى (لانعدام الحس الالهى عندك) لا يعنى عدم وجود الله. فالاعمى (بسبب انعدام حس الرؤية عنده) لا يرى النور لكن هذا لا يعنى عدم وجود النور.
اذن عدم وجدان الجسيمات الممتازة لا يعنى عدم وجودها و بالمثل عدم وجدان عدم ثبات سرعة الضوء لا يعنى ثباتها و هكذا.
العلم متغير و وسيلة نقل هذا التغير هو التجربة على الطريقة العلمية و ليس حواس ارسطو و هيوم.
التجربة فى المستقبل ستكتشف شيئا اكيد ربما لصالح الوتر ربما لصالح الحلقية ربمل لصالح المصفوفية لم لا. كل شيء ممكن. وعندما تكتشف التجربة ما ستكتشفه فان المسار نحو الثقالة الكمومية سيتعدل و يتصحح.
تقول لك ايضا عدد الابعاد الفضائية اى المكانية هو ثلاثة و ليس تسعة كالذى تقول به نظرية الوتر.
هذا ليس خطأ نظرية الوتر هذه نتيجة حتمية لمبدأ التناظر (هنا التناظر الممتاز) الذى كان يسميه الفلاسفة القدماء مبدأ الاتقان.
وهى مبرهنة ان نظرية الثقالة الممتازة لا يمكن ان تعيش الا فى ابعاد اقل او يساوى من 11 (لا يوجد غرافيتون فى بعد اعلى من 11) و لهذا فان النظرية الميمية M-theory (وهى بالضبط نظرية كل شيء) يجب ان تعيش فى 11 بعد. هذا ليس اعتباطا.
ثم ان نظرية الوتر التى هى نظرية كمومية لوتر و ليس لنقطة حتى تكون منسجمة بمعنى تكون تناظراتها الممتازة و الدورانات و الانسحابات و تحويلات النسبية الخاصة فيها محترمة كموميا فانها يجب ان تعيش فى 10 ابعاد منها 9 ابعاد فضائية. اذن هذا ايضا ليس اختيارا. لسنا مختارين امام رياضيات مبدأ التناظر بل نحن مجبرين على القبول بالنتيجة مهما كانت.
ثم اننى شخصيا فسرت هذه الابعاد التسعة كما يلى.
الابعاد الثلاثة الاولى تشكل السماء الاولى اى السماء الدنيا.
البعد الرابع هو السماء الثانية.
البعد الخامس هو السماء الثالثة.
البعد السادس هو السماء الرابعة.
البعد السابع هو السماء الخامسة.
البعد الثامن هو السماء السادسة.
البعد التاسع هو السماء السابعة.
هذه هى السماوات السبعة التى يذكرها القرآن دائما مقرونة بالارض و الارض دائما مقرونة بالسماوات السبعة رغم حقارتها امام السماء الاولى (او السماء الدنيا الذى هو كل الكون المرصود) لوحدها والسبب يرجع الى كون الارض مقرونة بالحياة و الوعى و العقل و هذا فى حد ذاته قيمته تساوى قيمة كل الكون المرصود و كل السماوات الستة الاخرى (وهذا هو المبدأ الانطروبيكى بطريقتى الخاصة جدا).
(وهذا ايضا مثال على الاعجاز الكونى فى القرآن الكريم عندما قدمته اول مرة ضحك علي البعض فضحكت عليهم).