LATEX

يقول: انسوا ذلك الامر يا أتباعى الاوفياء فاننى كنت مخطئا مجددا و جدا جدا!!!



ليونارد ساسكيند Leonard Susskind هو الفيزيائى الوحيد الذى نعرفه من بين الكبار الذى تسرع ووضع مقالا على الاركايف arXiv ثم رجع و سحبه مصرحا بصراحة ان المقال الذى وضعه كان خاطئا..تصوروا الناس من المريدين (وموجود بالعشرات و ربما بالمئات) الذين بدأوا فى دراسة ذلك العمل و البناء عليه يخرج عليهم ساسكيند مغيرا رأيه قائلا: انسوا ذلك الامر فاننى كنت مخطئا!!!
هذه قصة واقعية لانها فعلا وقعت..
ولانه ساسكيند فانها لم تؤثر عليه البتة بل رفعت من شهرته ..
لكن بعضنا لم يتأثر بابن تيمية و اراءه الجامحة فى الدين فهل يا ترى سنتأثر بساسكيند و اراءه الاجمح فى الفيزياء!!!...
هيهات هيهات..
الآن تصوروا السيناريو الآتى يخرج علينا ساسكيند (بخصوص المقال الذى نشره على الاركايف منذ ايام) بعد شهر او عام لا يهم و يقول لنا:
انسوا ذلك الامر فاننى كنت ايضا مخطئا!!
هذا احتمال وارد جدا جدا فى ظل القرائن التاريخية المذكورة اعلاه..
و ايضا فى ظل القرائن الفيزيائية المحتواة فى مقاله الذى كُتب على شكل رسالة الى اصدقائه الحاسوبيين الكموميين ال Qubitzers (اختلطت الامور جدا فلم نعد نستطيع ان نميز بين الحابل و النابل: هل ساسكيند من الحاسوبيين الكموميين!! وهل هذا موضوع يخص الحاسوبية الكمومية!! ام هل نحن لا نعلم و فقط)...هذا المقال الذى يحتوى على فكرة جهنمية فعلا .
هو يقول: الميكانيك الكمومى هو يساوى النسبية العامة.
وهو يقول هذا بدون كتابة معادلة واحدة: اذن هو عبقرى فاقت عبقرتيه عبقرية ارسطو و كانط و نيوتن و اينشتاين مجتمعين...
ثم يواصل استخفافه بعقولنا و يقول ان هذا سيصبح متاحا عبر المحاكيات الكمومية خلال عقد او اقل..
وكما رد عليه فويت Woit احد اكبر النقاد الوتريين مستهزأ هو الآخر: لكن ماهو اولا هذا الذى سيصبح متاحا للتجارب و المحاكيات خلال عقد?
فعلا ماهو المقترح اولا: كيف للنسبية العامة المغرقة فى الكلاسيكية و المهتمة بالجاذبية ان تكون نفسها نظرية الحقل الكمومي المغرقة فى الكمومية و المهتمة اساسا بالمادة و تفاعلاتها اللا ثقالية..
هو يبنى بالكلام مقترجه على حدسيته الاخرى المسماة ER=EPR (وهى حدسية جملية لكن ضعيفة) وعلى حدسية الثنائية الثقالية/المعيارية و بالاخص الحالة الخاصة ال AdS=CFT (وهى حدسية قوية جدا لكن فى غاية الصعوبة)...
وهذه الحدسيات هى نفسها مبنية على نتائج رياضية اخرى حكمها حكم الحدسيات مثل براينات دريشلى Dirichlet branes و الهولغرافى holography و النظريات المعيارية ذات ال N الكبير large N gauge theories و اشياء اخرى كثيرة فى غاية التعقيد و التوليف و التركيب..
ثم يأتى هو بدون كتابة اى معادلة يقول لنا QM=GR اى الميكانيك الكمومى يساوى النسبية العامة وان هذا سيصبح متاج للتحقق التجريبي قريبا عبر المحاكيات الكمومية.. والله عقدتها علينا كثيرا يا سيى ساسكيند!!!
اذن هذا العلم و الفن الفيزيائى النظرى اصبح فعلا علم كلام... الاقوى و الافصح و الاكثر عبقرية (وهو كلها) سيمر لان جداله هو الافضل جدلا و الاكثر حشوا و ليس لانه هو الحق و الحقيقة..
اذن لو تركت الفيزياء النظرية فى يد هؤلاء المتكلمين الحشويين الجدد لضاعت مثلما ضاعت الفلسفة قديما..
وحتى ذلك الحين فلننتظر مع المنتظرين حتى يغير ساسكيند رأيه ويعلن انه قد اخطأ مجددا حتى تتيقنوا ان ما يقوله (بهذا الاستهتار و الاستسهال و اللااحترام) محال فيزيائيا!!!
وحتى اكون منصفا وموضوعيا اكثر فاننى ساعرض ما يذكره بقليل من التفصيل فى قادم الايام ان شاء الله فترقبوه..

اعمق اكتشاف علمى على الاطلاق يضع المنطق بمواجهة التجربة وجها لوجه..



أعمق اكتشاف علمى على الاطلاق هو مبرهنة بال Bell لصاحبها الفيزيائى الايرلندى جون بال John Bell الذى برهن بما لا يدع اى مجال للشك ان اينشتاين مخطئ فى اعتقاده ان العالم (الكمومى فى جوهره) يجب ان يكون واقعى و موضعى فى نفس الوقت..
اذن الواقعية realism و الموضعية locality شرطان غير منسجمان مع الميكانيك الكمومى و على اينشتاين ان يضحى باحدهما و هو لم يفعل..لكن اغلب العاملين فى الفيزياء النظرية قد ضحوا تقريبا بالواقعية و مازالوا يستميتون للمحافظة على الموضعية لكن يبدو انها سيضطرون للتضحية بها ايضا...
القول بان مبرهنة بال هى اعظم اكتشاف فى العلم هو قول الفيزيائى هنرى ستاب Henry Stapp ولو أعطينا فرصة كفيزيائيين للتصويت على هذا الرأى لأعطيته شخصيا صوتى بدون نقاش..
لكن ماهى مبرهنة بال?..
بعيدا عن المجال الذى اشتقه فيها صاحبها فهى مبرهنة فى المنطق الكلاسيكى العادى المبنى على نظرية المجموعات..
هى تنص على ان:
عدد الاشياء التى لها الخاصية A لكن ليس لها الخاصية B
زائد
عدد الاشياء التى لها الخاصية B لكن ليس لها الخاصية C
أكبر او يساوى من
عدد الاشياء التى لها الخاصية A لكن ليس لها الخاصية C...
والبرهان بسيط جدا و بعدة طرق اتركه لكم...
اذن هذه المبرهنة هى مبرهنة منطقية ليس الا..
انجاز بال كان فى تبيان ان هذه المبرهنة غير متحققة فى الميكانيك الكمومى و بالخصوص فى كل ظواهر التشابك الكمومى quantum entanglement وانه يمكننا ان نجعل الميكانيك الكمومى يتصرف بشكل كلاسيكى اى يحترم مبرهنة بال اعلاه فقط باضافة ما يسمى بالمتغيرات المخفية hidden variables..
لكن التجربة و الحس يؤكدان بما لا يدع محالا للشك ان الميكانيك الكمومى و توقعاته صحيحة مائة بالمائة و ان مبرهنة بال المنطقية جدا جدا غير محترمة مائة بالمائة فى ظواهر التشابك الكمومى ...
اذن من جهة المنطق يقول ان المبرهنة اعلاه يجب ان تكون صحيحة لا شك و لا ريب فى ذلك..ونحن لا نشك فى ذلك لاننا نظريين و لسنا تجريبيين و نعرف قوة العقل...
لكن التجربة ايضا تقول ان الميكانيك الكمومى لا يحترم هذه المبرهنة اذن هو يكسر المنطق وعلينا ان نحترم هذه النتيجة العميقة جدا جدا لاننا فيزيائيين ولسنا رياضيين..
وهذا هو احد اهم الاسباب لماذا يقال ان الميكانيك الكمومى غير عقلانى وهو ايضا احد اهم الاسباب للبحث المستمر المضنى عن تفسير للميكانيك الكمومى..
وهذا هو ايضا احد اهم الاسباب التى ادت الى انبعاث فلسفة الفيزياء فى ال سنة الاخيرة...

هل الصورة مضببة ام ان الكاميرا هى التى مضببة?

هل الميكانيك الكمومى quantum mechanics يقدم صورة ضبابية لواقع صافى تماما اما ان الواقع فعلا ضبابى فى نفسه و الميكانيك الكمومى لا يفعل الا أن يقدم صورة صافية لتلك الضبابية..
هذه هى ما يسمى معضلة التفسير وهى ربما اعظم معضلة فى فلسفة العلم..
فنحن لا نعرف حتى اذا كانت هذه المعضلة هى معضلة ابيستيمولوجية ام معضلة انتولوجية..
ولهذا دائما اقول أنه يمكن لأى دارس للاجتماعيات و الانسانيات ان يمارس فلسفة العلم الا فلسفة الكمومى فقط الفيزيائى المتمكن فى الفيزياء و المتبحر فى الانسانيات و الاجتماعيات يمكنه ان يمارس هذا النوع من الفلسفة..

فلسفة الزمن

سألنى أحدهم قال: ماهو علم الكلام الجديد (أو دقيق الكلام وهو مصطلح الاستاذ الطائى)?
جواب: أجيب بمثال فاقول: فلسفة الزمن..وكمرجع لأخذ فكرة عن نوع الكتابة و محتوى الكتابة ومنهج الكتابة الذى ينطوى عليه هذا الكلام الجديد او الدقيق أعطى أحد أفضل مراجعى (المرافق فى فلسفة الزمن) بقلم كثير من المختصين وهو ينقسم الى ثلاثة اقسام كبيرة:
-الزمن الفلسفى
-الزمن جزء من الواقع الفيزيائى
-الزمن جزء من الوعى الانساني
مع تحياتى..


حول النظريات الكمومية لعلاقة العقل بالدماغ (مذهب العلمية المادية التطورية) او علاقة العقل بالقلب (مذهب الدينية الظاهرية السلفية)


النظرية الكمومية للعقل (بنروز Penrose و هامروف Hameroff)
وهى تعتمد على ثلاثة نتائج او بالاحرى ملاحظات اساسية من ثلاث علوم مختلفة (الفيزياء النظرية, الرياضيات و الحاسوبية النظرية, علوم العصبونات و البيولوجيا) وهى:
اولا نظرية الثقالة الكمومية
ثانيا مبرهنة غودل لعدم الاكتمال
ثالثا البنية الميكروأنبوبية microtubular للعصبونات (النورونات)
الشرح:
اولا اذن التغير المتقطع لحالة الجملة عند فعل الرصد الكمومى المرفق بالوعى هو يقع بسبب التأثيرات الكمومية الثقالية للجسيمات فى الدماغ على بنية الفضاء-زمن بالقرب من الدماغ (او القلب)..
اذن فعل الرصد الكمومى ليس راجع الى الوعى لكن راجع الى الثقالة الكمومية..
ثانيا باستخدام مبرهنة غودل يبين بنروز ان التفكير و الظواهر العقلية بصفة عامة هى ليست ظواهر ميكانيكية خوارزمية حاسوبية قابلة للتشفير..ولان الثقالة الكمومية ليست حاسوبية هى الاخرى فهى توفر بشكل طبيعى العنصر غير الخوارزمى الضرورى للعقل...
ثالثا بينت جميع التجارب الاكلينيكية ان الميكروأنبوبيات فى العصبونات ضرورية جدا من اجل عمل الوعى.. هذه الميكروأنبوبيات هى الرابط بين الثقالة الكمومية و الوعى..
نقد:
من اكبر نقاد هذه النظرية الفيلسوف بوتنام Putnam و ايضا الفيزيائى النظرى تاغمارك Tegmark..ايضا الفيلسوف سارل Sarle لا يبدو انه مقتنع... كما ان عالم العصبونات دنات Denett (وهو ابن تيمية هذا المجال من كثرة كتاباته فى الموضوع و انتقاداته الشديدة لكل شيء) فهو لا يقبل اى شيء الا نظريته التى هى نوع من الوظائفية الحاسوبية...ايضا فيلسوف العقل شالمرز Chalmers (وهو ويتن Witten فلسفة العقل) فانه يقول ان اى تفسير كمومى للعقل سيعانى من نفس المعضلات التى سيعانى منها اى تفسير فيزيائى مادى آخر للعقل..
لكن هناك تفسير فيزيائى ثنائى dualistic و ليس مادى للعقل هو تفسير ستاب Stapp فهذا ربما سيهرب من معوقات التفاسير المادية وهو يعتمد على التفسير الارثوذكسى لكوبنهاغن للميكانيك الكمومى مع شحنة معتبرة من تفسير فيغنر Wigner..وانى متحمس جدا لتفسير فيغنر بالضبط لهذا السبب..انظروا ما كتبته على المدونة حول هذا التفسير منذ اشهر..

العالم غير بريء


الاشياء التى تفاعلت مع بعضها البعض فى الماضى القريب يجب ان تكون مرتبطة سببيا...
لكن الاشياء التى ستتفاعل مع بعضها البعض فى المستقبل القريب غير مرتبطة سببيا...
هذا هو نص مبدأ البراءة..
كل الفيزياء مبنية فعلا على هذا المبدأ غير المصرح به...حتى الميكانيك الكمومى وقع فى الفخ وكل شيء فيه يفترض ضمنا هذا المبدأ...
ثم ان هذا المبدأ ليس له اى دعم تجريبى على المستوى الميكروسكوبى وهو المستوى الاهم..اما المستوى الماكروسكوبى فالدعم التجريبى هو المبدأ الثانى للترموديناميك...
الفيلسوف برايس يقول علينا ان نضحى بهذا المبدأ حتى نحتفظ بمبدأ التناظر بالنسبة للزمن الذى له دعم تجريبى هائل...
واكثر من هذا يقول ان معضلات المكيانيك الكمومى منشئها هو فرضية البراءة غير المبررة تجريبيا و غير المبررة حتى عقليا: لماذا الاجسام التى ستتفاعل مع بعذها البعض فى المستقبل القريب غير مرتبطة سببيا, أما الاجسام التى تفاعلت فى الماضى القريب فهى مرتبطة سببيا?
برايس يعطى المعادلة فى الصورة التى تعبر على ان الميكانيك الكمومى لو حذفنا منه مبدأ البراءة الميكروسكوبى فانه سيصبح نظرية عقلانية كلاسيكية تعبر عن الواقع حقيقة...
بعبارة اخرى ان العالم بدون مبدأ البراءة هو بالضبط العالم الذى يصوره الميكانيك الكمومى...


مقطع ثانى بتصرف شديد من برايس: البراءة تسبق التجربة


البراءة تسبق التجربة هو المبدأ الحدسى ان الاجسام الفيزيائية لا تعرف شيئا عن بعضها البعض حتى تتفاعل...اذن خواص الاجسام لا تتعلق ببعضها البعض الا اذا تفاعلت و حتى لحظة ان تتفاعل..
اذن البراءة تسبق التجربة و الاجسام تبقى غير واعية ببعضها البعض حتى تتقابل لاول مرة..
هذه الفكرة الاساسية للمبدأ PI اى مبدأ استقلال التأثيرات الواردة...
وهذا ما يسميه ايضا الفيلسوف الاسترالى المختص فى الزمن هيو برايس Huw Price بمبدأ البراءة لتحقيق الاثر الدرامى..
هل هذا المبدأ جدسى فعلا?
الجواب اكيد..
اذن هل يمكننا ان نتحداه..
الجواب ايضا اكيد رغم حدسيته...
النقطة الاساسية ان هذا المبدأ غير متناظر بالنسبة للزمن...
فالاجسام الواردة من مناطق مختلفة فى الفضاء على نقطة معينة لا تتفاعل حتى تلتقى فى تلك النقطة..هذا ما يقوله هذا المبدأ...
لكن الاجسام الخارجة من نقطة الى مناطق مختلفة فى الفضاء لا يمكن ابدا ان نتصور انها مستقلة عن بعضها البعض فهى أكيد مرتبطة..اذن هذا المبدأ لا يعمل فى الاتجاه العكسى للزمن!!...
هذا المبدأ كان قد انتبه الى عدم احترامه للتناظر بالنسبة للزمن الفيلسوف راخنباخ Reichenbach عام 1956 فى كتابه (اتجاه الزمن) الذى نشر بعد وفاته...
وهو كان يسمى مبدأ البراءة او مبدأ استقلال التأثيرات الواردة بمبدأ العلة المشتركة principle of common cause..وهذا اسم افضل لانه اسم فلسفى محض..
حسب راخنباخ فان الاجسام المقترنة اذا لم يكن اقترانها راجع الى الاقتران السببى المباشر فانه يجب ان يكون راجع الى الاقتران بجسم ثالث مشترك فى الماضى المشترك و هذا ما يسميه راخنباخ بالعلة المشتركة...
فى الفلسفة التحليلية المعاضرة هذا المبدأ يسمى باللاتناظر الشوكة fork asymmetry ...تذكروا الشوكة (شوكة الأكل) فشكلها ال V هو بالضبط الذى يعبر عن العلة المشتركة لجسمين مقترنين غير مرتبطين سببيا مباشرة (فالعلة المشتركة موجودة فى الرأس)....
لكن ركزوا جيدا فى هذه النقطة الأخيرة:
لاتناظر الشوكة هو لاتناظر ليس بسبب الشكل V لكن بسبب ان الشوكات من هذا النوع (اى المفتوحة نحو المستقبل) موجودة بكثرة فى الطبيعة لكن الشوكات المقلوبة (المفتوحة نحو الماضى) منعدمة تماما فى الطبيعة...
وهذه معضلة السهم فى الزمن فى افضل صورها...
يتبع ان شاء الله..

هذا الزمن يضعنا فى موقف صعب: اما التناظر و اما السببية!


العالم من حولنا غير متناظر بالنسبة للزمن بشكل مذهل...او هكذا يبدو لنا..فهناك ماضى و هناك حاضر و هناك مستقبل و الزمن يتدفق من الماضى الى المستقبل عبر الحاضر..أليس كذلك?
لكن الفيزياء او بالاحرى كل قوانين الفيزياء (استثناء واحد سافعل و كأننى لا اعرفه!!!) تحترم التناظر بالنسبة للزمن بشكل مذهل هى الاخرى...
اذن الطبيعة تخرق الزمن بشكل مذهل لكن الفيزياء تحترم الزمن بشكل مذهل..ونحن مذهولون من هذا الذهول وذلك الذهول!!..
لكن كيف يفسر الفيزيائيون هذه المفارقة..
نذهب اولا مع رأى الاغلبية..
يقولون لكم نعم الطبيعة لا تحترم التناظر بالنسبة للزمن ليس لان القوانين الفيزيائية غير متناظرة بالنسبة للزمن بل لان الشروط الحدية هى بطبيعتها لا يمكن ان تحترم التناظر بالنسبة للزمن..واكثر من هذا فان الحوادث فى الطبيعة تحترم كلها التناظر فى الزمن و كل اللاتناظر الذى نراه هو ذو اصل احصائى..
اهم الامثلة هى:
- الترموديناميك اى الظواهر الحرارية فالحرارة تنتقل من الساخن الى البارد و ليس العكس ..
-الاشعاع.. كل الامواج التى نراها فى الكون تخرج من منبع و لا نرى ابدا امواج تتجمع فى منبع..
-الكوسمولوجيا..الكون فى حالة توسع مستمر اى ان حجم الكون يزداد باضطراد و لا بنقص ابدا...
كل هذه الظواهر هى ظواهر غير متناظرة فى الزمن لكن القوانين التى تحكمها متناظرة فى الزمن (مبدأ التناظر T) وكل اللاتناظر الذى نراه هو ناجم عن الشروط الحدية (اى الشروط الابتدائية مثلا الكون بدأ فى الانفجار الاعظم) وهو ذو اصل احصائى لان كل الاعيان (اى الجوادث الفردية) هى متناظرة ايضا...
نقصد بالاصل الاحصائى ان اللاتناظر الذى نراه هو التصرف المتوسط لعدد ضخم من الاعيان وليس تصرفا للاعيان نفسها...
اذن هذا هو رأى الاغلبية فى اللاتناظر الزمنى الذى نراه وهو يعتمد كما ترون على مبدأ التناظر تحت تأثير القلب فى الزمن او اختصارا التناظر T...
لكن هناك من يعترض و بشدة اذكر منهم بنروز و برايس..
أما بنروز فهو من دعاة القانون الفيزيائى غير المتناظر تحت الزمن من اجل تفسير الانتروبى الصغير جدا الذى بدأ منه الكون..
أما برايس (ورأيه اعمق فى رأيى) فهو من دعاة ان التناظر T هو فعلا تناظر حقيقى فى الكون لا يمكن التخلى عنه (وهو يسميه وجهة نظر اللامتى nowhen view و ينسبها الى ارخميدس)..لكن برايس يقبل ان اللاتناظر الذى نراه فى الكون لا يمكن تفسيره عبر التناظر T فهذا فى رأيه غير ممكن اصلا و هو توجه متناقض (وله حجج كثيرة لدعم هذا الموقف ليس هنا مكانها)...
لكن برايس يقول ان الفيزياء تحتوى ايضا و ضمنا على مبدأ عظيم آخر هو الركيزة الثانية بالاضافة الى T و هو ما يسميه المبدأ PI او مبدأ استقلال التأثيرات الواردة principel of independence of incoming influences وهو ينص بكل بساطة على الامر البديهى (الذى يرفض برايس بداهته) ان الاجسام المتفاعلة قبل تفاعلها هى اجسام مستقلة عن بعضها البعض...
هذا المبدا هو مبدأ غير متناظر تحت تأثير القلب فى الزمن بشكل صريح و بالتالى فهو متناقض مع المبدأ T ... وعليه فان برايس يقول انه يجب علينا التضحية به و الحفاظ على المبدأ T..وان هذا الفهم سيؤدى ايضا حسب رأيه الى الحد بشكل كبير من ميتافيزيقية الميكانيك الكمومى و خاصة مبرهنة بال المحورية وعدم موضعية التأثيرات الطبيعية الكمومية ...
فى الخلاصة (خلاصة برايس) الطبيعة متناظرة تحت تأثير T لكن الاجسام (خاصة الميكروسكوبية) ليست مستقلة عن بعضها البعض حتى قبل تفاعلها (أرأيتم التهديد الذاهب للسببية هنا!!!)...وان هذا الخيار رغم صعوبته سيُميع ايضا كثيرا من معضلات الكمومى..الخيار الآخر هو ان نرفض التناظر T و نقبل المبدأ PI و لا نربح شيئا على جبهة الكمومى..اذن الخيارات احلاها مر..
يتبع ان شاء الله..