LATEX

خطأ فى الترجمة يؤدى الى تشويش فى الفهم


ومن اغرب و اهم الملاحظات التى توصلنا اليها اليوم هو سؤال احد الاصدقاء لماذا تسمى الاعداد الناطقة او المنطقية بالاعداد الناطقة او المنطقية?
الجواب يكمن فى الترجمة و الخطأ الرهيب الذى ارتكبه المترجم العربى اﻷول من اللغات الاوروبية الى اللغة العربية.
فنحن فعلا درسناها تحت مسمى الاعداد الناطقة و فى بعض الاحيان الاعداد المنطقية. و شخصيا لم اسأل ابدا من قبل لماذا تسمى ناطقة او منطقية. و المسألة بكل بساطة تتلخص فى الترجمة. فهذه ترجمة خاطئة بالاساس للمصطلح الاوروبى لم انتبه اليها الا اليوم بعد سؤال الصديق.
نأخذ الانجليزية مثلا (والفرنسية نفس الشئ)
الناطقة او المنطقية هى ترجمة المصطلح rational وهذا المصطلح لغويا فعلا فى الانجليزية يحتوى على المعنيين ناطق و منطقى.
لكن الرياضى الاوروبى عندما يقول rational هو لا يقصد ابدا المعنى اللغوى المتبادر الى ذهن المستمع (منطقى) او (ناطق) بل هو يقصد التعريف الرياضى الذى فى ذهنه (كسرى).
فالكلمة rational هى مشتقة و هى نسبة للكلمة ratio بمعنى نسبة او كسر. اذن الاعداد ال rational هى الاعداد النسبوية او الكسرية. ونحن نستخدم ايضا مصطلح كسرية كمرادف لناطق وهو فعلا ليس بمرادف له لا لغويا و لا رياضيا.
اذن كلمة ناطقة و منطقية هى تشويش لغوى رهيب على الفهم الرياضى السليم.
اذن الاعداد الكسرية هى تسمى كسرية لانها نحصل عليها من حاصل قسمة الاعداد الطبيعية. اذن نسبة اى عددين طبيعيين وهو الكسر هو عدد كسرى.
والعدد الحقيقى هو العدد الذى لا نستطيع ان نكتبه على شكل كسر اى على شكل نسبة عددين طبيعيين.
اذن نبدأ من مجموعة الاعداد الطبيعية N التى خلقها الله كما يذكر ديديكنيد Dedekind احد مشاهير الرياضيين فى القرن التاسع عشر. ثم مجموعة الاعداد الصحيحة Z وهى الطبيعية بالاشارتين الموجبة و السالبة.
ولما ناخذ مختلف النسب او الكسور بين الاعداد الصحيحة نحصل على مجموعة الاعداد الكسرية Q التى سماها المترجم العربى الاول اعداد ناطقة او اعداد منطقية لانه اخلط بين المنطقى و الناطق و الكسرى التى كلها تقابل نفس الكلمة الاوروبية.
الضبط اللغوى يأتى بعد تحديد المفهوم الرياضى. اذن الصحيح هو تسمية مجموعة الاعداد الناطقة بمجموعة الاعداد الكسرية حتى لا يقع تشويش لغوى على الرياضى.
واذا كتبنا الاعداد الكسرية فى الكتابة العشرية اى بالفاصلة العشرية فان بعضها ستنتهى فيها السلسلة العشرية و البعض الآخر لن تنتهى فيها السلسلة العشرية.
بعد الاعداد الناطقة عفوا الكسرية (انظروا كيف رسخ المصطلح الخاطئ) تأتى الاعداد الحقيقية.
و الاعداد الحقيقية يسميها الاوروبى irrational و ترجمها المترجم العربى بغير الناطقة او غير المنطقية لكن مرة اخرى ليس هذا المقصود الرياضى.
فان العدد الحقيقى هو عدد لا نستطيع ان نكتبه على شكل نسبة او كسر عددين طبيعيين و لهذا فهو irrational اى غير كسرى و ليس لانه غير منطقى او غير ناطق.
فمجموعة الاعداد الطبيعية محتواة فى مجموعة الاعداد الصحيحة و مجموعة الاعداد الصحيحة محتواة فى مجموعة الاعداد الكسرية و هذه الاخيرة محتواة فى مجموعة الاعداد الحقيقة R. و هى كلها اعداد ناطقة منطقية مائة مائة. فقط بعضها كسرى و بعضها غير كسرى. مثال جذر 2 او جذر 3 او الاساس الطبيعى e او π كلها اعداد حقيقية غير كسرية وهذا لا يجعلها ابدا غير منطقية او غير ناطقة.
بعد الاعداد الحقيقية تأتى مجموعة الاعداد المركبة C و ليس الاعداد التخيلية.
وهذه ترجمة انتبهت اليها من قبل. فالعدد المركب هو مركب لانه مركب من عددين حقيقيين اما الاعداد التخيلية البحتة فهى فى الحقيقة اعداد حقيقية مضروبة فى i الذى هو جذر -1.
والعدد المركب هو مجموع عدد حقيقى و عدد تخيلى بحت.
لكن مجموعة الاعداد التخيلية البحتة ليست اقل حقيقية و واقعية من الاعداد الحقيقية.
بل هى فى الحقيقة نفسها مجموعة الاعداد الحقيقيةمدورة ب 90 درجة و هو ذلك العدد التخيلى البحت i الذى يخيف كل البشر المتعودين على الرياضيات و غير المتعودين عليها على قدر سواء.
والامر بسيط فكون i هو جذر -1 يعنى اننا دورنا المحور الحقيقى فى المستوى بزواية 90 درجة للوصول الى المحور التخيلى البحت.
و هكذا الهندسة توفر مرة اخرى تصورا ينقذنا من غياهب الغيب الرياضى.
شخصيا انصح دائما بعدم استخدام المصطلح (تخيلى) من الاساس لانه ايضا يتسبب فى تشويش. بكل بساطة و هو الصحيح رياضيا ان العدد المركب هو زوج من الاعداد الجقيقية.
وبعد الاعداد المركبة تأتى مدموعة الاعداد الكواتيرنيون او الرباعيات Quaternion..التى هو زوج من الاعداد المركبة او مجموعة اربعة (ولهذا سميت رباعية) اعداد حقيقية.
وتستمر مجموعات الاعداد هكذا الى مالانهاية صعودا..
ولن نقول مثل ديديكند ان مجموعة الاعداد الطبيعية هى فقط التى خلقها الله بل كل هذه الاعداد خلقها الله و جعلها لغة هذا الكون الصامدة ضد تشويش العقل و فناء المادة.

الواقع و الزمن

 الكتاب كاملا

هذا الكتاب متوفرا الآن مطبوعا على لولو:
كتاب حر و مفتوح للتحميل كاملا.
711 صفحة مقسومة على ثلاثة اجزاء:
-الواقع و الزمن ب 4 فصول (حول اسس و فلسفة الميكانيك الكمومى, فلسفة الزمن و الوعى, اسس الرياضيات و الكلام و الميتافيزيقا).
-جولة عامة فى الفيزياء الاساسية ب 4 فصول (الجسيمات و الحقول, الرياضيات, الثقوب السوداء و الكون و الثقالة, و قصص الفيزياء).
-الفيزياء الاساسية ب 10 فصول موجهة لمستوى السنتين الاولى و الثانية جامعى تخصص فيزياء و رياضيات.
اذن هذه 3 كتب فى الحقيقة مستقلة عن بعضها البعض تبحث كلها فى الفيزياء الاساسية من الجوانب الكلامية (القسم الاول), العامة (القسم الثانى) و التقنية (الجزء الثالث).
أهتمامات هذا الكتاب -أو هذه الكتب- تنطوى على:
-عالم الجسيمات الاولية و الجواهر الفردة.
-الكون و الثقوب السوداء.
-نظرية كل شيء الفيزيائية (القوى الكونية و الثقالة الكمومية).
-فلسفة الفيزياء (أسس الميكانيك الكمومى و الزمن).
-الرياضيات و أسس و فلسفة الرياضيات.
-المنطق و المالانهاية.
- فيزياء و فلسفة السببية.
-الوعى و العقل.
-حرية الارادة و الجبر.
-التطور (الحياة و اللغة).
-الفيض و الخلق.
- الوجودية الالهية.
-دقيق الكلام و جديده.
-الفلسفة العقلية لديكارت و ليبنيز و غيرهما من الفلاسفة الرياضيين الفيزيائيين.
-براهين الصانع الأول.
-نظرية كل شيء الميتافيزيقية.
كل المعلومات الفيزيائية المذكورة فى هذا الكتاب صحيحة ان شاء الله و المؤلف يعتذر عن الاخطاء اللغوية و الفلسفية فهذا افضل ما يستطيعه فى هذا الوقت .
الرجاء احترام الحقوق الفكرية للمؤلف.
التحميل من على المدونة هنا:
https://badisydri.blogspot.com/2018/07/blog-post_6.html
التحميل من على البوابة البحثية هنا:

 

 

 

كيف ينبعث الفضاء-زمن من التشابك الكمومى (ملخص محاضراتى فى الفصل الاخير حول الموضوع)



وهذا فى عشر نقاط (2 من النسبية العامة, 2 من الميكانيك الكمومى, واحدة من نظرية الحقل الكونفورمال و الترموديناميك, 2 من نظرية الوتر و الثنائية الثقالية-المعيارية, 2 من نظرية الوتر و الهولوغرافى, 1 من النسبية العامة و الهندسة التفاضلية)
اولا من النسبية العامة و بالضبط من معادلات اينشتاين نعرف ان قوة الجذب الثقالى هى مكافئة لهندسة الفضاء-زمن.
اذن اذا اُعطينا الفضاء-زمن اى اعطينا ماهيته اى هندسته فاننا يمكن ان نستخرج قوة الثقالة المؤثرة و العكس ايضا صحيح اى اذا اعطينا قوة الجذب الثقالى فاننا نستطيع ان نستنتج هندسة الفضاء-زمن.
ثانيا من النسبية العامة ايضا فان فضاء-زمن دي سيتر الضدى anti-de Sitter spacetime هو اهم فضاء-زمن على الاطلاق بعد فضاء-زمن مينكوفسكى ( الذى يظهر فى النسبية الخاصة). فهما فضاءان متناظران قصويا.
فضاء-زمن دى سيتر الضدى يمكن تصوره كالتالى (رقعة بوانكريه Poincare patch).
هو فضاء-زمن بعده 5 و ليس اربعة.
اذن هناك محور اضافى قطرى radial يسمي z حيث اننا نجد فى كل نقطة على هذا المحور القطرى فضاء-زمن بأكمله بعده 4 عمودى على المحور القطرى هو بالضبط فضاء-زمن مينكوسفكى.
نقطة البدء z=0 على المحور القطرى تسمى حد boundary فضاء-زمن دي سيتر الضدى وهو نهاية للفضاء فعلا اما نقطة المالانهاية z=\infty على المحور القطرى فهى تسمى افق horizon فضاء-زمن دى سيتر الضدى لاننا لا نستطيع ان نرى ابعد من تلك النقطة (الاحداثيات تنتهى هناك) و ليس ان الفضاء انتهى عند الافق. انظر الصورة الاولى.
المترية موجودة فى الصورة الثانية.
ثالثا من الميكانيك الكمومى نحتاج الى راصد كوبنهاغن الذى يعيش فى فضاء-زمن مينكوفسكى اى على حد فضاء-زمن دى سيتر الضدى. اذن هذا الراصد لا يرى البعد الاضافى القطرى z الا بطرق غير مباشرة.
رابعا من الميكانيك الكمومى فان راصد كوبنهاغن Copenhagen observer الذى يعيش فى فضاء-زمن مينكوفسكى رباعى لا يستطيع ان يصل الى كل نقاط هذا الفضاء لأن كل قياساته محدودة فى منطقة A نسميها المنطقة المسموحة accessible region. انظر الصورة الاولى. المنطقة B التى لا يستطيع ان يصل اليها الراصد تسمى المنطقة غير-المسموحة.
هذا يعنى ان الجملة الفيزيائية التى تهم هذا الراصد رغم انها توصف بحالة نقية pure state اى بشعاع فى فضاء هيلبرت Hilbert نرمز له مثلا ب ψ الا انه بالنسبة لهذا الراصد فان وصف هذه الجملة يتم عبر مصفوفة الكثافة المختزلة reduced density matrix التى يرمز لها ب ρ والتى يتم فيها أخذ التكامل على درجات الحرية الموجودة فى المنطقة غير-المسموحة B كما فى الصورتين 3 و 4.
عملية الرصد تعنى ايضا دخول الراصد فى تشابك كمومى مع المرصود. اذن التشابك الكمومى للمنطقة المسموحة A التى يستطيع ان يصل اليها الراصد مغ المنطقة غير-المسموحة B يُقاس بانطروبى التشابك entanglement entropy الذى يُحسب من مصفوفة الكثافة المختزلة بعلاقة فون نيومان von Neumann كما فى الصورة الخامسة.
خامسا النظرية الكمومية التى تعيش على فضاء-زمن مينكوسفكى الذى هو حد لفضاء-زمن دي سيتر الضدى هى نظرية حقل كونفورمال conformal field theory او CFT. اذن انطروبى التشابك اعلاه هو انطروبى التشابك الذى يحسب فى نظرية ال CFT.
هذا الانطروبى يحقق المبدأ الاول للترموديناميك المعطى فى الصورة السادسة و الذى يسمى فى هذا النسق بالمبدا الاول للتشابك first law of entanglement حيث ان الوسيط ξ فى الصورة هو الوسيط الذى يُحسب بالنسبة له انطروبى التشابك الذى يرمز له ب S و الطاقة الزائدية hyperbolic energy التى يرمز لها ب E. اذن هذا الوسيط هو الوسيط الذى يميز الحالة الكمومية للجملة. اى اننا نغير انطروبى التشابك و الطاقة الزائدية بتغيير حالة الجملة من الحالة الاساسية ground state التى تقابل ξ=0 الى الحالات المثارة excited states التى تقابل ξ#0.
الطاقة الزائدية هى القيمة المنتظرة للهاميلتونية الوحداتية modular Hamiltonian و التعريف الدقيق لكليهما سيأخذنا ابعد. ما يهمنا هنا ان الطاقة الزائدية فى ال CFT هى التى تلعب دور الطاقة الداخلية internal energy فى الترموديناميك.
سادسا الثقالة الكمومية تعطى بالثنائية الثقالية-المعيارية gauge/gravity duality التى فى هذه الحالة هى التقابل AdS/CFT.
تناظرات, عدد درجات حرية و ايضا دالة التقسيم partition function (او تكامل الطريق path integral) النظرية الثقالية الكمومية حول فضاء دى سيتر الضدى AdS تساوى بالضبط تناظرات, عدد درجات حرية و دالة تقسيم النظرية الحقلية الكونفورمال CFT التى تعيش على حد فضاء-زمن دى سيتر.
أكثر من هذا فان الحقل فى فضاء-زمن دى سيتر الضدى يقترب الى الحقل فى فضاء-زمن مينكوفسكى عندما نذهب الى الحد كما فى الصورة السابعة جيث Δ هو البعد التدرجى scaling dimension للحقل.
سابعا التقابل AdS/CFT يسمح لنا ايضا ان نرى انه كما ان الحالة الاساسية التى تقابل ξ=0 هى ثنائية dual للمترية غير-المضطربة لفضاء دى سيتر الضدى المعطاة فى الصورة الثانية فان الحالة المثارة التى تقابل ξ#0 يجب ان تكون ثنائية لمترية مضطربة لفضاء دى سيتر الضدى.
اذن تغيير الحالة الكمومية للنظرية الحقلية CFT يقابل تغيير لمترية فضاء-زمن دى سيتر الضدى AdS.
ثامنا المبدأ الاول للتشابك الذى ناقشناه اعلاه والذى يعيش فى فضاء-زمن مينكوفسكى الذى هو حد لفضاء-زمن دى سيتر الضدى يجب ان يمدد الى داخل فضاء دى سيتر الضدى.
تمديد انطروبى التشابك يمر عبر المبدأ الهولوغرافي holographic principle المشفر فى علافة ريوى Ruy و تاكاناغى Takanagi. هذه العلاقة هى تعميم لعلاقة هاوكينغ و بيكنشتاين Bekenstein الخاصة بانطروبى الثقب الاسود و هى معطاة فى الصورة الثامنة.
انطروبى التشابك داخل فضاء دى سيتر الضدى هو متناسب مع المساحة Γ للسطح القصوى extremum surface الذى يمتد داخل فضاء-زمن دى سيتر الضدى و المرتكز على المنطقة غير-المسموحة B كما هو موضح فى الصورة الاولى. السطح القصوى يعنى السطح المرتكز على B (اى ان حده هو نفسه حد B) والذى له اصغر مساحة ممكنة.
بعد ان نحسب هذه المساحة نقسم على 4 مضروبة فى ثابت نيوتن G لنحصل على انطروبى التشابك الهولوغرافى اى الانطروبى المعرف داخل فضاء-زمن دى سيتر الضدى AdS و ليس فقط فى النظرية الحقلية ال CFT.
لو اخدنا مثلا المنطقة غير-المسموحة B عبارة عن جلة Ball ذات نصف قطر R على الحد فان السطح القصوى هو ايضا جلة ذات نصف قطر R لكن فى AdS. فى ثلاثة ابعاد مثلا فان B هى قطعة مستقيمة و السطح القصوى هو نصف دائرة مرتكز على هذه القطعة. وهذه الوضعية وضعية الجلة هى اهم وضعية على الاطلاق و كل الحساب الصريح يتم بافتراضها.
تاسعا فى المبدأ الاول للتشابك نحتاج ايضا الى تمديد الطاقة الزائدية تمديدا هولوغرافيا اى نحو داخل AdS.
هذا اصعب قليلا و يحتاج الى ادراك ان ما يسمى بالتطور السببى causal developement للمنطقة غير-المسموحة او الجلة B هو مرتبط عبر تطبيق كونفورمال conformal mapping بما يسمى حرف ريندلر Rindler wedge. و لن اقول اكثر من هذا هنا لصعوبة الامر.
عاشرا بعد تمديد طرفى المبدأ الاول للتشابك تمديدا هولوغرافيا اى من ال CFT على الحد الى ال AdS فاننا نقوم بمساواتهما لنحصل على قيد غير-موضعي non-local constraint تخضع له المترية المضطربة لفضاء-زمن دي سيتر الضدى التى تقابل الحالة المثارة ξ#0.
نكتشف بعد حساب طويل جدا اننا نحصل من هذا القيد غير-الموضعى على معادلات اينشتاين الموضعية التى تصف المترية المضطربة لفضاء-زمن دى سيتر الضدى اى معادلات اينشتاين الخطية. التقنية المستعملة هنا هى نفسها التقنية التى نستعملها فى الكهرومغناطيسية للمرور بمعادلات ماكسويل من الشكل التكاملى غير-الموضعى الى الشكل التفاضلى الموضعى و هى تسمى فى النسبية العامة بصياغة ايار Iyer و والد Wald.
وهذا كيف نحصل على الفضاء و الزمن النسبيان الكلاسيكيان كما يعطيان بمعادلات اينشتاين من التشابك الكمومى. هذه النظرية تسمح لنا ايضا بالحصول على الفضاء و الزمن النسبيان الكموميان وهذا عن طريق اخذ التصحيحات الوترية لنظرية الثقالة الممتازة حول فضاء-زمن دى سيتر الضدى بعين الاعتبار.
انظروا التفصيل التقنى الممنهج فى 13 محاضرة على اليوتوب.







فلسفة نيوتن فى الفضاء-زمن


فلسفة نيوتن التى تسمى المطلقية حول الفضاء-زمن تعتمد على الآتى:
اولا الفضاء و الزمن يأتيان منطقيا و مجازيا قبل الاجسام المادية و الحوادث. اذن الفضاء-زمن يمكن ان يوجد قبل الاشياء لكن الاشياء لا يمكن ان توجد قبل الفضاء-زمن.
ثانيا الاجسام المادية و الحوادث توجد داخل الفضاء-زمن.
ثالثا الفضاء-زمن غير قابل للتقسيم و هو لا نهائى. اذن لا يمكن فصل اى منطقة من الفضاء-زمن عن اى منطقة اخرى. ولا يوجد حدود للفضاء و لا اول و لا آخر للزمن.
رابعا من الناحية الانطولوجية (والانطولوجيا تُعنى بالوجود مقابل الابيستيمولوجا التى تُعنى بالحقيقة) فان الفضاء-زمن هو صفة من صفات الله سبحانه و تعالى. فالفضاء (اى المكان) هى صفة الاتساع اما الزمن فهو صفة القدم.
ألاحظ شيئين:
-نيوتن و ايضا ليبنيز و من بعدهما كانط يتعامل مع الفضاء مثلما يتعامل مع الزمن. تذكروا ان النسبية لا تتعامل مع المكان كما تتعامل مع الزمن. لكن الرياضيات الحسابية تتعامل معهما بنفس الطريقة مثل نيوتن و كانط و ليبنيز.
-لاحظوا اننا فى الفلسفة الاسلامية لا نتعامل مع المكان مثلما نتعامل مع الزمن (مثل النسبية) على الاقل بخصوص الله سبحانه و تعالى. فالله قديم لكن لا احد قال انه فى حيز اى فى مكان الا ابن رشد و ابن تيمية و هما لا اظنهما مقتنعان فعلا بذلك بل هذا الموقف منهما يدخل تحت خانة التشكيك المستمر و النهائى فى الخصوم وعدم قبول اى شيء منهم مهما كان وهذا باسم ارسطو (ابن رشد) و باسم السلف (ابن تيمية).
ولكن من اسمائه سبحانه و تعالى الواسع لكننى لم اسمع ابدا احد اراد ترقية هذا الاسم الى صفة حتى ابن رشد و ابن تيمية.
ربما الوحيد الذى يمكن ان نقول انه قال بان الله من صفاته الفضاء هو ابن عربى لكن ايضا تلميحا و ليس تصريحا.
اما الزمن فمن صفاته القدم و البقاء و اسمائه الأول و الآخر و قد صح فى الحديث القدسى ان الله هو الدهر. لكن الكل تأول هذا الحديث وقال متشابه و مجاز حتى من لا يقبل المتشابه فى القرآن و المجاز فى اللغة.
ولهذا دائما اقول لا توجد منهجية موضوعية صارمة فى الفلسفة الاسلامية فهى كلها توجهات ايديولوجية ولهذا لم تصل الى اى نتائج حقيقية بل كانت كلها تخبطات و لم تستطع حتى الاستمرار.
الآن مطلقية نيوتن فى الفضاء-زمن دمرها ليبنيز بفلسفته التى تسمى العلائقة فى رسائله الى كلارك (وهو الفيلسوف الانجليزى الممثل الرسمى لنيوتن) ثم اكمل تدمير فلسفة نيوتن المطلقية اعلاه بالكامل كانط بعد ليبنيز واقول انه فعل ذلك بكل سهولة بسبب ما فعله ليبنيز فيها من قبله.
نقد ليبنيز لنيوتن فى ثلاثة نقاط (نقد فلسفى دينى, نقد فلسفى فيزيائى و نقد فلسفى رياضى)
-اولا نقد فلسفى دينى.
بخصوص ادعاء نيوتن ان الفضاء-زمن هو احد صفات الله سبحانه و تعالى. يقول ليبنيز ان هذا الادعاء فى احسن احواله هو ادعاء مضلل missleading و فى اسوء احواله هو ادعاء ضال heretical (هكذا بالضبط). يقول مثلا ليبنيز فى احد رسائله لكلارك عن تعبيرات كلارك/نيوتن انها
strange expressions which plainly show that the author makes a wrong use of terms.
ومن حجج ليبنيز ضد نيوتن و كلارك ان الادعاء بان الفضاء-زمن هو صفة لله سبحانه و تعالى يعنى ان الله يحتوى على اجزاء لان الفضاء-زمن يحتوى على اجزاء. (وهذا فى رأيى ضعيف بل هو تحكم لان نيوتن صراحة يقول فى مسلماته ان الفضاء-زمن غير قابل للانقسام).
لكن نيوتن يسئ التعبير مرة اخرى (كما يقول ليبنيز اعلاه) فى كتابه الضوء Optics و يقول ان الفضاء-زمن هو محل الادراك و الاستعراف الالهى فيهاجمه ليبنيز بالاستنتاج (وهذا فى محله) ان الله اذن مفتقر الى الفضاء-زمن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
-ثانيا نقد فلسفى فيزيائى. وهذا اقوى بكثير.
هذا يعتمد على مبدأ العلة الكافية (انظروا منشورى السابق عن العلة الكافية عند ليبنيز) حتى يقول ليبنيز ان هذا المبدأ مناقض لفكرة الفضاء-زمن المطلق.
فالله يفتقر الى العلة الكافية فى خلق العالم فى فضاء لانهائى متجانس فى اتجاه دون اتجاه.
اذن ليبنيز يستخدم التناظر تحت تأثير الدورانات (وهذا عبقرى جدا و فى غاية القوة) للقول بأن خلق العالم فى هذا الفضاء اللانهائى فى اتجاه دون اتجاه يفتقر الى المرجح وهو ما يسميه ليبنيز بالعلة الكافية.
فالله يحتاج الى علة كافية لخلق هذا العالم فى هذا الاتجاه دون ذلك الاتجاه و لان هذه العلة غير موجودة و الله قد خلق فعلا العالم فى فضاء لا نهائى متجانس فى اتجاه معين فان هذا يعنى ان مبدأ العلة الكافية قد انهار و هذا محال اذن الفضاء المطلق محال.
اذن يستنتج ليبنيز ان الفضاء نفسه يجب ان يُخلق مع العالم عندما يخلقه الله.
وهذا مقنع جدا اذا قبلنا مبدأ العلة الكافية اى أن كل شيء له علة كافية و بخصوص الله فان هذا يعنى ان الله لا يخلق بلا مرجح اى بلا علة كافية فالارادة عند ليبنيز غير كافية.
وهذا ليس مبدأ الترجيح بغير مرجح عند الفخر الرازى الذى تكفى فيه الارادة. فالرازى يُفرق بين (بلا مرجح) و (بغير مرجح) حيث ان الاولى باطلة اما الثانية فممكنة تحتاج فقط الى الارادة الالهية.
اما ليبنيز فان الارادة لوحدها غير كافية يقول
A mere will without any motive is a fiction not only contrary to God's perfection but also chimerical and contradictory.
ثالثا نقد فلسفى رياضى, وهو ايضا فى غاية القوة.
وهذا يعتمد على ثانى اهم المبادئ الليبنيزية (انظر المنشور الماضى مر اخرى) وهو مبدأ تطابق اللامتمايزات.
مرة اخرى فان خلق العالم فى الفضاء المطلق فى اتجاه دون اتجاه آخر يعنى انه لدينا عالمان متمايزان اى مختلفان لكنهما حسب مبدأ التناظر تحت تاثير الدورانات لا يمكن لأى كائن حتى الله سبحانه و تعالى ان يميز بين هذين العالمين. اذن لدينا عدم تطابق اللامتمايزات, وهذا محال. اذن الفضاء المطلق محال.

ماهى القوة المعيارية?

صديق لا اذكر اسمه سألنى سؤال مهم جدا. و كنت مشغول جدا فلم استطع الرد فى وقته. لكن رجعت حتى اجيب بعد يوم او كذا فوجدته حذف السؤال.
الرجاء عدم حذف الاسئلة. فاننى سأجيب عليها أكيد و لو تلميحا ب(لايك) فهذا من باب الادب اكثر منه من باب الواجب.
واننى اتفاعل ضرورة مع اى تعليق (لكن هذا لا ينسحب على الخاص كما ذكرت من قبل) حتى لو لم تعجبنى من الناحية الفكرية التعليقات او لم اكن متفقا معها او كانت معترضة على بشدة. لا يهم. فاننى اتحمل الصديق المتفاعل فى كل شيء.
الاستثناء انه اذا لم اتفاعل مع تعليق فاعلم انه لم يعجبنى من الناحية الشخصية خاصة من ناحية الالفاظ.
ونادرا ما احذف او احذف الاشخاص. لكننى اصبحت احذف بدون اى تفكير اى ازعاج من شخص لا اعرفه.
السؤال كان: ماهو الحقل المعيارى?
الحقل المعيارى هو اى حقل يخضع لشيء يسمى تحويلات معيارية وهى نوع من التناظرات فى فضاء الحقل و ليس فى فضاءنا العادى.
اذن التحويل المعيارى هو دوران لكنه يؤثر فى فضاء الحقل و ليس فضاء الانسان.
اهم و اشهر مثال هو الحقل الكهرومغناطيسيى -اى الكهربائى و المغناطيسى-..
وكل الحقول المعيارية هى تعميم للحقل الكهرومغناطيسى.
حتى حقل الجذب الثقالى فهو حقل معيارى حيث ان التحويلات المعيارية هى الديفيومورفيزمات (اى الانسحابات و الدورانات و تحويلات لورنتز و تجويلات السلم و الكونفورمال و عدد آخر لا نهائى من التحويلات النقطية)..
لكنها ايضا قوة معيارية لا تشبه القوى الاخرى فتحويلاتها تؤثر فعلا فى الفضاء-زمن و هى قوة غير-قابلة للتنظيم و نقصد بذلك انها لا تسمح لنا بحساب اى شيء..
كل القوى الكونية فى الطبيعة (كهرومغناطيسية و نووية قوية و نووية ضعيفة) هى مبنية على هذا النوع من التناظرات و هى بالتالى قوى معيارية.
والثنائية الثقالية-المعيارية فى اساسها تريد تحويل قوة الجذب الثقالى الى قوة معيارية مثل النووية القوية لكن بعدد لانهائى من الشحنات الاساسية (تذكروا ان النووية تحتوى على 3 شحنات عكس الكهربائية التى تحتوى على شحنة و احدة)..