LATEX

سابين هوسنفيلدر و نظرية الوتر

واننى لكنت مُعجبا جدا بسابين هوسنفيلدر Sabine Hossenfelder التى يُسميها اصدقائها النحلة Bee لكونها امرأة فيزيائية نظرية ناجحة و لكونها ايضا من اقدم و اكبر المُدوِنات فى الفيزياء النظرية على الواب و هذا منذ سنوات طويلة ومدونتها تحمل اسم رد الفعل الرجعى Backreaction و اظننى فهمت لماذا.
فاننى بدأت انزعج من هذه الكاتبة رويدا رويدا بعد ان اطلعت على فيديوهاتها على اليوتوب و هى ايضا ناجحة جدا فكثير من فيديوهاتها هى من اجل انتقاد -وليس نقد- نظرية الاوتار الممتازة.
اذن كل عملها فى هذا الاتجاه يصب فى الاتجاه الايديولوجى و الديماغوجى و هذا من امقت التوجهات عندى.فالعلمية ستضيع مع الايديولوجية و الموضوعية ستضيع من الديماغوجية.
فالجمهور الذى يأتيها على اليوتوب هو جمهور غير قارئ (ليس مثل جمهور البلوغر و بدرجة اقل جمهور الفايسبوك) بل هو جمهور طفولى لا يهتم الا بالصورة و الصورة الملونة.
اذن عندما ياتيك هذا الجمهور البسيط ثم تبدأ بالتدليس عليه بالقول ان نظرية الوتر الممتاز ليست نظرية علمية فلم يبقى من النظريات العلمية شيء.
نظرية الوتر الممتاز هى اكبر مرشح لنظرية الثقالة الكمومية و هى انجحهم ايضا فلماذا نقاوم هذه القضية البسيطة الصحيحة و يصبح نقدنا العلمى لنظرية الوتر مذهبا دينيا او مذهبا سياسيا يمكننا ان نقتل من اجله الخصوم لو اتيحت لنا الفرصة.
يقولون لك التجربة لم تؤكد الوتر (وهو الكليشيه الاول الذى يذكرونه لك).
لكن التجربة لم تؤكد بل ناقضت نظرية الثقالة الحلقية مثلا لكننا لم نرفض نظرية الثقالة الكمومية الحلقية فهى ناجحة فى اشياء اخرى كثيرة.
والهندسة غير التبديلية و النماذج المصفوفية ليس عليها اى تجربة هى الاخرى لا سلبا و لا ايجابا لكنها تبقى نظرية ذات طموح جامح.
الفيزياء النظرية للثقالة الكمومية ليست فيزياء تجريبية فهى فيزياء نظرية أليس هذا وصف فى اسمها.
اذن فيها كثير من التنظير والحَكم فى الاخير هو التجربة لكن هذا سيأخذ وقتا طويلا خاصة اننا نتكلم على مسافات صغيرة جدا مقاربة لطول بلانك.
هذه ليست فيزياء جسيمات اولية هذه نظريات اعقد بسنوات ضوئية و عليه فان التجارب التى ستؤكدها او تنقضها ستكون معقدة ايضا بسنوات ضوئية و هى ستأخذ وقتا طويلا و حتى التكنولوجيا ستكون مختلفة لا اعتقد انها ستكون تكنولوجيا المسرعات.
اذن لماذا التحامل غير العلمى على نظرية علمية امام جمهور بسيط غير علمى بالاساس.
نأخذ ثلاث امثلة من اعتراضاتها و ساخلطها بالميتافيزيقا (مع المحافظة تماما على الموضوعية و البعد عن الأدلجة و الدمغجة) لان هذا هو اسلوبى فى الكتابة لن اغيره و لن احاول بعد اليوم تغييره.
تقول لك مثلا الهولوغرام فكرة غير فيزيائية. لماذا?. الهولوغرام هو خيال للحقيقة و الحقيقة ذات ابعاد اكثر اما الهولوغرام فهو ثلاثى البعد وهو الذى نعيش فيه. اين هى عدم الفيزياء هنا?. كوننا لا نستطيع تصور هذا الامر جيدا او عدم تصوره مطلقا لا يعنى انه غير فيزيائى. بل الميكانيك الكمومى لا نستطيع ان نتصور اى شيء فيه بالمرة (تصورا ارسطيا) لكنه مؤكد تجريبيا 100 بالمائة و هو روح الفيزياء.
اذن عالم المادة و العقل هو هذا الهولوغرام و هو ليس الا خيالا (تذكروا مصطلح ابن عربى) للنظرية الثقالية الكمومية التى تعيش فى ابعاد عليا.
لو تأملنا فان هذا ليس خيال ابن عربى البسيط بل هذا خيال ممتاز. لان الخيال (الهولوغرام اين نعيش) له خيال (الثقالة الكمومية التى هى نظرية كل شيء).
تقول لك ايضا اننا لم نكتشف اى من الجسيمات الممتازة فى المسرعات وهذا فى التجارب الاخيرة. هذا صحيح لكن لماذا ننسى ان نظرية الثقالة الكمومية الحلقية لم تكتشف ايضا عدم توحد الخواص فى الكون الناجم عن عدم ثبات سرعة الضوء الذى تتنبأ به.
عدم الوجدان لا يعنى عدم الوجود. وهذه قاعدة معروفة. اذن مثلا عدم شعورك بوجود الله سبحانه و تعالى (لانعدام الحس الالهى عندك) لا يعنى عدم وجود الله. فالاعمى (بسبب انعدام حس الرؤية عنده) لا يرى النور لكن هذا لا يعنى عدم وجود النور.
اذن عدم وجدان الجسيمات الممتازة لا يعنى عدم وجودها و بالمثل عدم وجدان عدم ثبات سرعة الضوء لا يعنى ثباتها و هكذا.
العلم متغير و وسيلة نقل هذا التغير هو التجربة على الطريقة العلمية و ليس حواس ارسطو و هيوم.
التجربة فى المستقبل ستكتشف شيئا اكيد ربما لصالح الوتر ربما لصالح الحلقية ربمل لصالح المصفوفية لم لا. كل شيء ممكن. وعندما تكتشف التجربة ما ستكتشفه فان المسار نحو الثقالة الكمومية سيتعدل و يتصحح.
تقول لك ايضا عدد الابعاد الفضائية اى المكانية هو ثلاثة و ليس تسعة كالذى تقول به نظرية الوتر.
هذا ليس خطأ نظرية الوتر هذه نتيجة حتمية لمبدأ التناظر (هنا التناظر الممتاز) الذى كان يسميه الفلاسفة القدماء مبدأ الاتقان.
وهى مبرهنة ان نظرية الثقالة الممتازة لا يمكن ان تعيش الا فى ابعاد اقل او يساوى من 11 (لا يوجد غرافيتون فى بعد اعلى من 11) و لهذا فان النظرية الميمية M-theory (وهى بالضبط نظرية كل شيء) يجب ان تعيش فى 11 بعد. هذا ليس اعتباطا.
ثم ان نظرية الوتر التى هى نظرية كمومية لوتر و ليس لنقطة حتى تكون منسجمة بمعنى تكون تناظراتها الممتازة و الدورانات و الانسحابات و تحويلات النسبية الخاصة فيها محترمة كموميا فانها يجب ان تعيش فى 10 ابعاد منها 9 ابعاد فضائية. اذن هذا ايضا ليس اختيارا. لسنا مختارين امام رياضيات مبدأ التناظر بل نحن مجبرين على القبول بالنتيجة مهما كانت.
ثم اننى شخصيا فسرت هذه الابعاد التسعة كما يلى.
الابعاد الثلاثة الاولى تشكل السماء الاولى اى السماء الدنيا.
البعد الرابع هو السماء الثانية.
البعد الخامس هو السماء الثالثة.
البعد السادس هو السماء الرابعة.
البعد السابع هو السماء الخامسة.
البعد الثامن هو السماء السادسة.
البعد التاسع هو السماء السابعة.
هذه هى السماوات السبعة التى يذكرها القرآن دائما مقرونة بالارض و الارض دائما مقرونة بالسماوات السبعة رغم حقارتها امام السماء الاولى (او السماء الدنيا الذى هو كل الكون المرصود) لوحدها والسبب يرجع الى كون الارض مقرونة بالحياة و الوعى و العقل و هذا فى حد ذاته قيمته تساوى قيمة كل الكون المرصود و كل السماوات الستة الاخرى (وهذا هو المبدأ الانطروبيكى بطريقتى الخاصة جدا).
(وهذا ايضا مثال على الاعجاز الكونى فى القرآن الكريم عندما قدمته اول مرة ضحك علي البعض فضحكت عليهم).

No comments:

Post a Comment