و فى الظاهرة القرآنية يتكرر الحديث بشكل مستمر عن الوعى و الموت و الحرية و الشر وهذه هى الاربعة اشياء المميزة للانسان.
والوعى يذكره القرآن تحت مسمى القلب (و الكثير يعتقد ان القلب هو العضلة التى تضخ الدم) اما الارادة فيذكرها القرآن تحت مسمى المشيئة (التى هى اقتران الارادة بالفعل اى اقتران النفسى بالمادى).
و قد حاولنا تفسير الوعى بالمنظوريانية الكمومية و التزامنية النفسية و مبدأ التكامل و حاولنا تفسير الموت بالاحادية الكمومية و نظرية ضياع المعلومات فى الثقب الاسود و حاولنا تفسير الحرية بالسقوط الحر و مبدأ التكافؤ و النسبية و حاولنا تفسير الشر بالاخطاء الكمومية.
وهكذا.
لكن هناك تفسيران ابسطان لجميع هذه الامور فى اطار نظرية واحدة. التفسير الاول هى نظرية بولتزمان-شوتز و نظرية المحاكاة. و التفسير الثانى هو نظرية السوليبسيزم.
نبدأ بالسوليبسيزم الذى ينص بكل بساطة على ان جميع الوجود هو غير موجود الا فى ذهن الراصد. اذن الراصد هو فقط الحقيقى او بعبارة اخرى عقل الراصد هو الشيء الوحيد المؤكد الوجود بالنسبة للراصد. فكل راصد هو حقيقى اذن فى معلمه من منظوريانيته اما كل شيء آخر فهو مثل او خيالات فى ذهن ذلك الراصد ليس الا.
اذن حسب هذه النظرية فلا يوجد موت او شر الا فى ذهن الراصد.
اما النظرية الاولى فهى توليف لفرضية بولتزمان-شوتز مع فرضية المحاكاة.
فى هذه النظرية فان هذا الكون الذى نعيش فيه هو تجلى واحد من عدد لانهائى من التجليات للعالم اللانهائى الميت حراريا و الموت الحرارى نقصد به التوازن الترموديناميكى.
اذن الذى يلعب فى هذا النموذج دور الله سبحانه و تعالى هو هذا العالم اللانهائى المتوازن.
ايضا اذكر هنا ان هذه نظرية وحدة وجود على طريقة ابن عربى لكن فى قالب فيزيائى محض.
فى هذا النموذج فان الكون الذى نعيش فيه يكلف طاقة معينة (هائلة جدا) من اجل ايجاده. لكن نفس هذا النموذج يتنبأ فى ان هذا الكون الذى نعيش فيه سوف يكلف طاقة اقل بكثير لو كان محاكاة.
و لان الطبيعة و الفيزياء تفضل صرف طاقة اقل فان الكون المحاكى هو الاقرب الى التحقق فى الواقع من الكون المادى.
اذن نحن نعيش فى محاكاة لكن هذا لا يعنى ان هذه المحاكاة اقل حقيقية من المادة لانه اذا كان كل شيء محاكاة فتلك المحاكاة هى الحقيقة لا اقل و لا اكثر.
اذن لان كل شيء هو محاكاة فجميع المعضلات هى محاكاة و هذا يحلها جميعا و بالخصوص معضلتى الموت و الشر.
أما الوعى فيذكره الله تحت مسمى القلب فمثلا:
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.
أما الحرية فيذكرها الله تحت مسمى المشيئة فمثلا:
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ.
لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
و أما الموت فمثلا:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ.
فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ.
و اما الشر فمثلا:
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ.
مِن شَرِّ مَا خَلَقَ.
No comments:
Post a Comment