النجاح مستويات متعددة و البعض يتكلم عن النجاح دون ان يدرك و يعى ان للنجاح مستويات مختلفة بل ان النجاح الحقيقى لا يستطيع البعض ادراكه و رؤيته على حقيقته بل هو شيء مضبب غامض عندهم ليس له كينونة محددة ثابتة.
واننى هنا اتكلم عن العلم اما الحياة فهى شيء اكبر من العلم و ليس لى اى دخل بها بل اننى اصراحكم و اقول اننى لا افهم فيها فعلا.
هنا ادعى و اقول ان هناك على الاقل اربعة مستويات مختلفة من النجاح: النجاح الوظيفى و النجاح الاكاديمى و النجاح العلمى و النجاح الابداعى.
اولا هناك النجاح الوظيفى فى تحقيق النقاط و تحقيق الشهادات و تحقيق الوظائف و تحقيق الرتب. هذا كله نوع واحد لا فرق بين النقطة و الشهادة و الوظيفة و الرتبة. هذا نجاح ادارى قانونى لا اقل و لا اكثر. وهو سهل جدا لكل جاد مجد و جيد وهذا بشرط ان لا توضع عثرات غير طبيعية من المعرقلين الطفيلين المدخولين فى طريق الجاد و المجد و الجيد.
ثانيا لكن هناك ايضا النجاح الاكاديمى فى تحقيق الابحاث من الناحية الكمية و النوعية. وهذا نجاح جاف ميكانيكى قد يكون صعب التحقيق لكنه فى متناول كل جاد و مجد و جيد. وهو ضرورى و خطوة مهمة فى الطريق لكنه ليس نهاية الطريق كما يعتقد الجميع. و من اجل تحقيق هذا النجاح يكفى ان تجد الدائرة الاكاديمية التى تُنتج فيها و معها و لها فتتحقق بذلك الاستمرارية العقيمة.
ثالثا لكن هناك ايضا النجاح العلمى الذى يتميز بتحقيق تخصص موسوعى و ثقافة شاملة و فهم عميق مترابط غائى لذلك المجال العلمى. وهو قد يترافق و قد لا يترافق مع النجاح الاكاديمى. لكن اذا ترافق مع النجاح الاكاديمى الجاف الميكانيكى فانه ينتج عنه نجاح علمى خصب و حيوى رائع يمكنك ان تقدم عبره لغيرك الكثير. غير ذلك فاننى شخصيا افضل النجاح العلمى على النجاح الاكاديمى ويمكنك ان تقدم ايضا عبر النجاح العلمى لغيرك الكثير و بشكل افضل بكثير. لكن فى الواقع قد يصعب جدا الجمع بين النجاح الاكاديمى الميكانيكى و النجاح العلمى الحيوى و النجاح العلمى هو بطبيعته اصعب بكثير فى التحقيق لانه يتميز بمصداقية و صدق كاملين و ليس فيه تنازل عن اى قيمة من قيم العلم.
رابعا اما المستوى الاخير فهو النجاح الابداعى. وهو ان تُبدع الجديد و تأتى بالاصيل فى ذلك العلم و تصبح حجة فى المجال يرجع اليك الجميع من اصجاب النجاح الوظيفى و النجاح الاكاديمى و النجاح العلمى. الناجح ابداعيا هو فى العموم ذلك من استطاع تحقيق النجاح الاكاديمى بسهولة شديدة ثم استطاع تحقق النجاح العلمى بصعوبة قليلة ثم تعدى هذه المرحلة بمراحل الى مرحلة الابداع وهى اصعب بكثير.
هذه الفئة كما ذكرت فى منشور قديم هم 1 فى المائة -او ربما اقل بكثير- فى كل جيل. وتذكروا سلم لانداو الذى تكلمت عنه فى منشور آخر قديم الذى يرتب فيه اصحاب هذا المستوى فى مراتب. فمثلا نيوتن و اينتشاين و بولتزمان و بوهر هم مستوى لوحدهم و غيرهم يأتون فى مستويات ادنى منهم لكنهم كلهم حققوا النجاح الابداعى.
اذا قارنا بما نعرفه فاننى اقول ان النجاح الوظيفى هو مثل الفقيه او المتكلم المقلدان اما النجاح الاكاديمى فهو مثل المجتهد العالم فى الشريعة اما النجاح العلمى فهو مثل المتصوف العارف بالحقيقة اما النجاح الابداعى فهو مثل حالة النبى (وللنبى المثل الاعلى) الذى عنده حبل من الله مباشرة.
No comments:
Post a Comment