LATEX

انهاء كتاب (فلسفة و تفسير الفيزياء الكمومية)

 

قصة هذا الكتاب ترجع الى أواخر التسعينات عندما كنت طالبا فى امريكا حيث انتبهت لاول مرة وهذا فى اثناء مطالعاتى العامة فى الفيزياء (بعيدا عن التخصص) الى موضوع تفسير الميكانيك الكمومى, اسس الفيزياء الكمومية و موضوع فلسفة الكمومى و الزمن.
بطبيعة الحال لم افكر فى ذلك الحين فى كتابة اى كتاب لا فى هذا الموضوع و لا فى غيره لاننى كنت طالبا فى الدكتوراة و لم اكن مستعجلا على اى شيء كما يستعجل بعض القوم عندنا.
لكن مع المطالعات الكثيرة و المستمرة عبر سنوات بدأت تتخمر الفكرة و تبلورت فعلا عندما فتحت حساب فايسبوك اواسط 2016 و رأيت ذلك الكم الهائل من التعدى الذى يمارسه غير المختص على ما لا يفهم فيه و ما لا يمكن ان يفهم فيه ثم رأيت ذلك الخلط الشديد بين الفيزيائى و الكلامى و الفيزيائى كما تعلمون مؤسس على العلم و الكلامى مؤسس على الايمان و أغلب العلم لا يدعى اليقين اما الايمان فجميعه يقينى (و مازلت محتار من اين أتى الجميع بذلك اليقين الجازم).
ونحن لسنا ضد التوليف بل نحن ضد الخلط و التوليف ان تعرف حدود كل فكرة و رأى المؤلف حتى تستطيع ان تأخذ -اذا قررت- الفكرة العلمية و تترك رأى المؤلف و الفكرة الكلامية.
اما الخلط الذى يقوم به الكثير فهو تدليس على العلم و الايمان معا.
اذن بدأت كتابة هذا المشروع على شكل مقتطفات هنا و هنا و تبلورت نواة الكتاب فى الكتاب بالعربية (الواقع و الزمن) الذى دفعته الى ناشر كويتى فقال المحكم الذى نصبه الناشر (كتاب غير منسجم علميا و لغويا).
فصدمت لكن عندما اصدم فاننى اجتهد اكثر و اغير ما يجب تغييره حتى اتجاوز الصدمة.
فبدأت فى اعادة كتابة المقتطفات بالانجليزية و كتبت اشياء اخرى اضافية كثيرة و قدمت محاضرات مكتوبة بالانجليزية حول الموضوع فى جامعتى الوادى و جيجل حول الموضوع. و نشرت نواة العمل على الاركايف فتعرضت الى عثرة اخرى تجاوزتها بسرعة.
تلك النواة الموضوعة على الاركايف طلبتها السبيرنغر Springer الالمانية للنشر من دون سعى منى لكن شروطهم المادية لم تعجبنى ثم قبل ذلك فان الناشر (وهى امرأة شابة) لم تعجبنى مهنيا و علميا فانسحبت من عند السبرينغر و ذهبت الى من هم احسن منهم وهم (معهد الفيزياء او Institute of physics او IOP) البريطانى فكان الناشر متحمسا جدا منذ البداية ثم أرسلها الى المحكمين (ثلاثة) فكانت اجاباتهم ايجابية جدا فقُبلت للنشر فى ال IOP بتعويض مادى هو ستة اضعاف ما ارادت السبرينغر اعطاءه لى.
يمكن قراءة مقررات المحكمين فهى موجودة فى آخر ملف ال pdf فى الرابط.
ويمكنكم أن تروا بانفسكم انه و لا احد من المحكمين قال اننى غير متناسق علميا و لا احد فيهم قال اننى غير سليم لغويا بل على العكس تماما علميا اما لغويا فلا اعتقد ان المحكمين انتبهوا الى كونى غير انجليزى و لست حتى مقيم فى بريطانيا او امريكا.
اما (علميا) فهذا لا شك فيه ان شاء الله فان المحكم العربى كان يهرف بما لا يعلم وهذا الجميع يعرفه حتى المحكم نفسه.
اما (لغويا) فان المحكم العربى يعتقد ضمنيا انه لغويا افضل فهو قد تعود على لغة معينة -لغة الجرائد و الصحف و الاعلام- التى هى لغة بدون اى محتوى فالمحتوى هو آخر هموم الكاتب العربى -الا من رحم ربك- فكلهم يبحثون عن الكلمات و المفردات -فهنا ترون كلام ايضا ليس كلام فلسفى لكن كلام ادبى بل الادهى من ذلك هم يريدونها كلام علمى ايضا مثل هذا الذى يحدث على الفايسبوك و اليوتوب-.
اذن (كل همهم و مبلغ علمهم) لغة فارغة عقيمة خشبية اما الافكار و العلم فهى لا تعنيهم كما لم تعنى اجدادهم بل هم فى اغلب الاحيان لا يمكنهم فهمها.
فهل يا ترى (لغتى الانجليزية) اسلم و اقوى من (لغتى العربية) هيهات هيهات بل هم فى غيهم يعمهون.
اذن قبلها البريطانى المختص و لم يعلق عليها لا علميا و لا لغويا (وهو علمه وهى لغته) اما العربى فهو لم يفهمها لا لغويا و لا علميا (معتقدا ان اللغة العربية هى لغته و نحن نتطفل عليها بل هو واهم و سيُقضى واهم).
اذن هذه النواة تم قبول نشرها و اعطانى الناشر سنتين لاكمال العمل لكن كل ما استطعت القيام به هو ثلاثة اشياء اضافية.
-المنطق الكمومى و مبرهنة كوشن-سباكر و قدمتهما هنا على الفايسبوك و على البلوغر و كان الاقبال اقل من المتوسط.
-تفسير (تفسير كوبنهاغن) و فلسفة بوهر و قدمتهما على اليوتوب فكان مصيرى اسوء من الفايسبوك. فلا احد اهتم بتلك الفيديوهات الرائعة الدسمة و بعضها لم يتجاوز ال 20 مشاهدة و يمكنكم تصور حجم صدمتى التى جابهتها بمزيد من العمل الصادم.
على الاقل على الفايسبوك اجد 50 شخصا يتجاوبون معى كل مرة و قد اصل الى 100 شخص اما اليوتوب فليس هناك احد يريد ان يرى هذه الاشياء العلمية-الفلسفية الثقيلة.
-ثم قدمت منظوريانية نيتشة فى اطار تفسير فيغنر و فون نيومان على شكل مقال على الاركايف.
الآن الكتاب فى صيغته النهائية التى دفعتها الى الناشر يتشكل من 8 فصول كل فصل يأتى بمراجعه.
-الفصل الاول: مقدمة وأهم المراجع التى أثرت فى هذا العمل موجودة فى آخر هذا الفصل و من الفلاسفة لا يظهر الى ثلاثة (نيتشة و ليبنيز و شالمرز).
-الفصل الثانى: مراجعة شاملة لاسس الميكانيك الكمومى. وأهم شيء هنا هو مبرهنة بال.
-الفصل الثالث: مراجعة شاملة للثقوب السوداء. وأهم شيء هنا معضلة ضياع المعلومات.
-الفصل الرابع: أقدم (الثنائية الكمومية) و الربط بين معضلتى (الرصد الكمومى) و (اشعاع الثقب الاسود).
-الفصل الخامس: اقدم (تفسير الثقب الاسود للميكانيك الكمومى).
-الفصل السادس: اقدم المنطق الكمومى و علاقته بالمنطق الكلاسيكى و اقدم مبرهنة كوشن-سباكر بتفصيل شديد و مبرهنة كوشن-سباكر هى احد امثلة مبرهنة بال الاكثر اساسية. و اردت ان اقدم ايضا ما يسمى (اللعبة الكمومية) و (مبرهنة حرية الارادة) وهما مثالان آخران لمبرهنة بال لكن لم يسعفنى الحظ.
-الفصل السابع: اقدم تفسير كبونهاغن بتفصيل شديد و اهم شيء هنا هو مبدأ التكامل لبوهر و انهيار دالة الموجة لهايزنبرغ. أهم شيء سنراه فى فلسفة بوهر انها توحيد لفلسفة كانط و الداروينية وهذا لو صبرتم معه تفسير فى غاية القوة و الجمال فى آن معا.
-الفصل الثامن: اعود الى الثنائية الكمومية و الى مبدأ التكامل لبوهر و اقدمهما من ناحية منظوريانية نيتشة و توازوية ليبنيز. وهذا توليف فى غاية الاناقة. اقدم ايضا فى هذا الفصل فرضية بولتزمان-شوتز التى تجل جميع مشاكل الزمن الفيزيائية و نصف مشاكل الزمن الميتافيزيقية.
والحمد لله انه مكننا من انهاء هذا العمل خاصة انه مرت علينا فترة صحية صعبة للغاية السنة الفارطة فقدنا فيها الامل فى الحياة و ليس فقط الامل فى الفيزياء.
 

2 comments:

  1. يا استاذ .. يحرم عليك ان تقول ان لا احد يريد ان يرى تلك الاشياء العلمية الفلسفة الثقيلة .. لا تتخيل حجم الحماس الذي تبثه في نفسي مقالاتك .. بل وتمثل لي سببا للعيش والنهوض والعمل والانتاج .. ابق معنا كما عودتنا رجاء هنا وعلى الفايس وعلى اليوتوب
    ها هنا

    ReplyDelete