الاغتصاب و الشذوذ بين الفكر الغربى و الفكر العربى..
الفيزيائى النظرى الجيد هو كائن (أرضى و بعضهم ربما فضائى لذكائه المفرط الذى قد يكون غير انسانى) مهوس بالتناظر..
فعندما تعطيه جملة فيزيائية فان اول سؤال سوف يسأله هو: ماهى التناظرات التى تتميز بها هذه الجملة? و هل هى مكسورة ام مضبوطة?..
فاذا كانت التناظرات مضبوطة فان الحل الرياضى للمسألة الفيزيائية هو تقريبا فى اليد..
ولان الفيزيائى النظري الجيد هو ايضا جيد جدا لغويا (قديما كانوا فى لغاتهم متمكنين متحكمين و اليوم فى اللغة الانجليزية لانها لغة أم الفيزياء النظرية و العلم ككل فهم ايضا متمكنين متحكمين) فانه عندما يجد ان التناظرات مكسورة يسأل ماهو نوع كسرها?..
اذن هناك:
-تناظرات داخلية internal و تناظرات خارجية external..وهناك تناظرات موضعية local و تناظرات شاملة global..وهناك تناظرات مستمرة continuous و تناظرات متقطعة discrete..وهناك تناظرات عادية ordinary و تناظرات ممتازة super..وووو..
-وهناك التناظر المضبوط و يسميه الغربى exact و هو الذى لا يعانى من اى انكسار ابدا و هو أهم نوع على الاطلاق و بعضها حيوى الى الحد الذى لو لم يكن هناك لتوقفت عجلة الفيزياء تماما عن التقدم..
-لكن هناك التاظرات المكسورة صراحة و يسميها الغربى explicitly broken..اذن هى ليست تناظرات حقيقية..وهى مكسورة صراحة بمعنى ان هناك حد فى دالة الطاقة لا يحترمها بشكل واضح..
- لكن هناك التناظرات المكسورة تلقائيا و يسميها الغربى spontaneously broken وهذا أهم نوع على الاطلاق بعد المضبوطة و هى تشبه المضبوطة فى قوتها و هى تعنى ان التناظر غير مكسور مطلقا رغم المصطلح اللغوى و الفيزيائى لكنه مخفى فقط وراء قناع من الانكسار الظاهرى..فالطاقة متناظرة تماما لكن الجملة باختيارها احد الحالات الفيزيائية تكسر التناظر ظاهريا..
-وهناك تناظرات تقريبية ويسميها approximate و هى موجودة و مفيدة جدا جدا هى الاخرى.. وهى تقريبية لان الانكسار صغير جدا يمكننا ان نتعامل معه رياضيا عبر نظرية الاضطرابات..
-ثم هناك تناظرات حادثة و يسميها accidental وهى تعنى ان التناظر موجود لكن لا يوجد مبدأ او تفسير يعتمد عليه..
- ونصل الى سبب كتابتى لهذا المنشور..
فهناك تناظرات يسميها الغربى violation و تعريبها الواحد و الوحيد هو المغتصبة..
فهذه تناظرات مغتصبة و ليست فقط مكسورة اولا لان الانكسار قصوى maximal اى كبير جدا جدا و ثانيا لان الطبيعة هى التى تغتصب هذا التناظر الذى يبدو للعقل منطقى جدا جدا..
وأشهر هذا النوع اغتصاب التناظرات المتقطعة discrete symmetries التالية: تناظر المرآة parity الذى يرمز له P ب و تناظر ارفاق الشحنة charge conjugation الذى يرمز له ب C و تناظر العكس فى الزمن time reversal الذى يرمز له ب T..
لكن اشهرها قاطبة هو اغتصاب ال CP...
و هذه كلها ظواهر تتميز بها فقط التفاعلات الضعيفة النووية الاشعاعية فى الكون...
اذن الامريكى (المنحل اخلاقيا حسب ما نعتقد) يسميها اغتصاب violation و ليس كسر breaking دون ان تراوده اى فكرة سيئة فى ذهنه..
اما العربى الذى دائما الدين و الاخلاق فى قلبه و ذهنه عندما تقول له اغتصاب لا يستطيع ان يفكر الا فى الاغتصاب!!
وهذا راجع الى ديكارتية الفكر الغربى -مهما كانت عيوبهم الاخرى- و الى النرجسية الاخلاقية الدينية (مصطلحى الشخصى) للفكر العربى الذى لا يعرف ان يفكر فى العلم الا عبر الدين و الاخلاق..
وقد اعترض على ترجمتى الدقيقة هنا ل violation ب الاغتصاب الاصدقاء لمرتين الآن..
الاول ذكر لى منذ سنة و نصف ان المصطلح عنيف فظ..وهذا هو الهدف فالطبيعة عنيفة و فظة بازاء هذه التناظرات و تكسرها بشكل سمج و لهذا جاء المصطلح..
اما صديق اليوم فقد صحح لى الكثير فى منشور النيترينو لكن لم يسترعى انتباهى الا هذه النقطة..
لكننى اتمنى ألا لا يكون مثل كثير من المعربين الجزائريين عندنا الذين تعريبهم ايمان بالقول و ربما فى القلب لكنه يقينا ليس ايمان بالعمل فهو تعريب بالارجاء (مصطلحى الآخر) اى يقولون و لا يفعلون او بالاحرى لا يكتبون شيئا فى الفيزياء بالعربية و ربما تجدهم لا يدرسون اصلا بالعربية..
-وحتى اصدمكم أكثر فان الفيزيائى النظرى الغربى الجيد المتمكن لغويا -انجليزيا- لديه نوع آخر من التناظرات يسميها التناظرات الشاذة anomalous symmetries وهى تلك التناظرات التى رغم انها مضبوطة كلاسيكا فانها تنكسر عبر التصحيحات الحلقية الكمومية quantum loop corrections...
اذن هذان مصطلحان (الاغتصاب) و (الشذوذ) صحيحان تماما فيزيائيا و حتى لغويا دون اى محتوى اخلاقى او دينى لمن فهمهما فعلا و اننى ملتزم بهما حتى يأتى احدهم باقتراح بناء يعكس الفيزياء تماما -كما أفهمها شخصيا- دون ان يهيم و يتوه فى غياهب لغة امرؤ القيس...
والاجيال القادمة اذا كانت ستكون هناك اجيال قادمة -فقد ننقرض كلنا بهذه العقلية و الثقافة التى نحن عليها اليوم- سيكون لها الكلمة الاخيرة فى ترسيم المصطلح من عدم ترسيمه..
و الاولية دائما ترجع للمتخصص الفيزيائى المتمكن الى حد محترم فى اللغة العربية و ليس للمتخصص اللغوى -اذا كان هناك متخصص لغوى مهتم بهذه الامور- غير المتمكن فى الفيزياء...
واعلموا ان كل ترجماتى ليست خبط عشواء فوراءها تفكير ملى و عميق و هى متغيرة ايضا -حسب تطور الفهم اللغوى و الفيزيائى عندى- سيلحظ ذلك من واظب على قراءة منشورات هذه الصفحة فى الفيزياء و الرياضيات و الفلسفة و علوم الوعى..
الفيزيائى النظرى الجيد هو كائن (أرضى و بعضهم ربما فضائى لذكائه المفرط الذى قد يكون غير انسانى) مهوس بالتناظر..
فعندما تعطيه جملة فيزيائية فان اول سؤال سوف يسأله هو: ماهى التناظرات التى تتميز بها هذه الجملة? و هل هى مكسورة ام مضبوطة?..
فاذا كانت التناظرات مضبوطة فان الحل الرياضى للمسألة الفيزيائية هو تقريبا فى اليد..
ولان الفيزيائى النظري الجيد هو ايضا جيد جدا لغويا (قديما كانوا فى لغاتهم متمكنين متحكمين و اليوم فى اللغة الانجليزية لانها لغة أم الفيزياء النظرية و العلم ككل فهم ايضا متمكنين متحكمين) فانه عندما يجد ان التناظرات مكسورة يسأل ماهو نوع كسرها?..
اذن هناك:
-تناظرات داخلية internal و تناظرات خارجية external..وهناك تناظرات موضعية local و تناظرات شاملة global..وهناك تناظرات مستمرة continuous و تناظرات متقطعة discrete..وهناك تناظرات عادية ordinary و تناظرات ممتازة super..وووو..
-وهناك التناظر المضبوط و يسميه الغربى exact و هو الذى لا يعانى من اى انكسار ابدا و هو أهم نوع على الاطلاق و بعضها حيوى الى الحد الذى لو لم يكن هناك لتوقفت عجلة الفيزياء تماما عن التقدم..
-لكن هناك التاظرات المكسورة صراحة و يسميها الغربى explicitly broken..اذن هى ليست تناظرات حقيقية..وهى مكسورة صراحة بمعنى ان هناك حد فى دالة الطاقة لا يحترمها بشكل واضح..
- لكن هناك التناظرات المكسورة تلقائيا و يسميها الغربى spontaneously broken وهذا أهم نوع على الاطلاق بعد المضبوطة و هى تشبه المضبوطة فى قوتها و هى تعنى ان التناظر غير مكسور مطلقا رغم المصطلح اللغوى و الفيزيائى لكنه مخفى فقط وراء قناع من الانكسار الظاهرى..فالطاقة متناظرة تماما لكن الجملة باختيارها احد الحالات الفيزيائية تكسر التناظر ظاهريا..
-وهناك تناظرات تقريبية ويسميها approximate و هى موجودة و مفيدة جدا جدا هى الاخرى.. وهى تقريبية لان الانكسار صغير جدا يمكننا ان نتعامل معه رياضيا عبر نظرية الاضطرابات..
-ثم هناك تناظرات حادثة و يسميها accidental وهى تعنى ان التناظر موجود لكن لا يوجد مبدأ او تفسير يعتمد عليه..
- ونصل الى سبب كتابتى لهذا المنشور..
فهناك تناظرات يسميها الغربى violation و تعريبها الواحد و الوحيد هو المغتصبة..
فهذه تناظرات مغتصبة و ليست فقط مكسورة اولا لان الانكسار قصوى maximal اى كبير جدا جدا و ثانيا لان الطبيعة هى التى تغتصب هذا التناظر الذى يبدو للعقل منطقى جدا جدا..
وأشهر هذا النوع اغتصاب التناظرات المتقطعة discrete symmetries التالية: تناظر المرآة parity الذى يرمز له P ب و تناظر ارفاق الشحنة charge conjugation الذى يرمز له ب C و تناظر العكس فى الزمن time reversal الذى يرمز له ب T..
لكن اشهرها قاطبة هو اغتصاب ال CP...
و هذه كلها ظواهر تتميز بها فقط التفاعلات الضعيفة النووية الاشعاعية فى الكون...
اذن الامريكى (المنحل اخلاقيا حسب ما نعتقد) يسميها اغتصاب violation و ليس كسر breaking دون ان تراوده اى فكرة سيئة فى ذهنه..
اما العربى الذى دائما الدين و الاخلاق فى قلبه و ذهنه عندما تقول له اغتصاب لا يستطيع ان يفكر الا فى الاغتصاب!!
وهذا راجع الى ديكارتية الفكر الغربى -مهما كانت عيوبهم الاخرى- و الى النرجسية الاخلاقية الدينية (مصطلحى الشخصى) للفكر العربى الذى لا يعرف ان يفكر فى العلم الا عبر الدين و الاخلاق..
وقد اعترض على ترجمتى الدقيقة هنا ل violation ب الاغتصاب الاصدقاء لمرتين الآن..
الاول ذكر لى منذ سنة و نصف ان المصطلح عنيف فظ..وهذا هو الهدف فالطبيعة عنيفة و فظة بازاء هذه التناظرات و تكسرها بشكل سمج و لهذا جاء المصطلح..
اما صديق اليوم فقد صحح لى الكثير فى منشور النيترينو لكن لم يسترعى انتباهى الا هذه النقطة..
لكننى اتمنى ألا لا يكون مثل كثير من المعربين الجزائريين عندنا الذين تعريبهم ايمان بالقول و ربما فى القلب لكنه يقينا ليس ايمان بالعمل فهو تعريب بالارجاء (مصطلحى الآخر) اى يقولون و لا يفعلون او بالاحرى لا يكتبون شيئا فى الفيزياء بالعربية و ربما تجدهم لا يدرسون اصلا بالعربية..
-وحتى اصدمكم أكثر فان الفيزيائى النظرى الغربى الجيد المتمكن لغويا -انجليزيا- لديه نوع آخر من التناظرات يسميها التناظرات الشاذة anomalous symmetries وهى تلك التناظرات التى رغم انها مضبوطة كلاسيكا فانها تنكسر عبر التصحيحات الحلقية الكمومية quantum loop corrections...
اذن هذان مصطلحان (الاغتصاب) و (الشذوذ) صحيحان تماما فيزيائيا و حتى لغويا دون اى محتوى اخلاقى او دينى لمن فهمهما فعلا و اننى ملتزم بهما حتى يأتى احدهم باقتراح بناء يعكس الفيزياء تماما -كما أفهمها شخصيا- دون ان يهيم و يتوه فى غياهب لغة امرؤ القيس...
والاجيال القادمة اذا كانت ستكون هناك اجيال قادمة -فقد ننقرض كلنا بهذه العقلية و الثقافة التى نحن عليها اليوم- سيكون لها الكلمة الاخيرة فى ترسيم المصطلح من عدم ترسيمه..
و الاولية دائما ترجع للمتخصص الفيزيائى المتمكن الى حد محترم فى اللغة العربية و ليس للمتخصص اللغوى -اذا كان هناك متخصص لغوى مهتم بهذه الامور- غير المتمكن فى الفيزياء...
واعلموا ان كل ترجماتى ليست خبط عشواء فوراءها تفكير ملى و عميق و هى متغيرة ايضا -حسب تطور الفهم اللغوى و الفيزيائى عندى- سيلحظ ذلك من واظب على قراءة منشورات هذه الصفحة فى الفيزياء و الرياضيات و الفلسفة و علوم الوعى..
No comments:
Post a Comment