وهذه ترجمة مختصرة لمنشورى بالانجليزية حول الموضوع مع اضافة تطبيق على قط
شرودينغر لن تجدوه فى المنشور باللغة الانجليزية فى الرابط..
نرجع الى معضلة تفسير النص الكمومى التى يحكمها العلم التجريبى و العلم الرياضى و رغم هذا فهى معضلة لا يبدو انها ستُحل قريبا...
نذكر اولا بالاسس فان الذكرى تنفع المؤمنين..
الميكانيك الكمومى على حسب مدرسة كوبنهاغن يعتمد على اصلين كبيرين:
- اولا التطور الاحادى فى الزمن المعطى بمعادلة شرودينغر Schrodinger ومبدأ التركيب الخطى..
-ثانيا مسلمة الانهيار و قاعدة بورن Born الاحصائية...
نأخذ مثلا قصة قط شرودينغر:
قط موضوع فى غرفة محكمة الاغلاق مع سم و مادة مشعة..اذا انحلت احدى ذرات اليورانيوم فان السم سيتسرب من زجاجته و يقتل القط..احتمال انحلال ذرة واحدة خلال ساعة هو 50 بالمائة..اذن احتمال موت القط خلال ساعة هو 50 بالمائة..جملة القط و الذرة توصف فى الميكانيك الكمومى بدالة حالة تخضع لمعادلة شرودينغر الاحادية فى الزمن..اذن بعد ساعة القط سيوصف بتركيب خطى لحالتين هما حالته و هو حى و حالته وهو ميت باحتمال بورن يساوى نصف لكليهما...
لكن هل القط حى او ميت?
هنا يدخل تفسير كوبنهاغن لصحابه بور Bohr -أب الميكانيك الكمومى- ويقول ان حالة القط قبل اجراء قياس عليه غير موجودة اصلا و هذا اكثر بكثير من القول انها غير متعينة (ركزوا فهنا يضيع التسعين بالمائة الاولى من المستمعين او بالاحرى القارئين)....وانه فقط عند اجراء القياس (راصد يفتح نافذة الغرفة و ينظر) فان حالة القط ستنهار الى احدى الحالتين..فاذا وجد الراصد القط حيا فان هذا يعنى ان حالته انهارت لحظيا (ركزوا فى هذه الكلمة المناقضة تماما للنسبية و اشياء اخرى كثيرة) من التركيب الخطى الذى تعطيه معادلة شرودينغر الى حالته حيا..واذا وجد الراصد القط ميتا فان هذا يعنى ان حالته انهارت الى حالته ميتا..
هذه هى مسلمة الانهيار التى يمقتها الكثير من الفيزيائيين واننى شخصيا اعشقها لانها تؤكد كثيرا من ميتافيزيقيتى..
وهم يمقتونها لانها تنم عن تغير لحظى بدون اى تأثير معروف..بمعنى انه لا نعرف اى قوة فى الكون يمكنها ان تؤدى بالضبط الى مثل هذا التغيير المتقطع اللحظى غير الاحادى ...
هذه هى القصة باختصار..والتى لا يفهمها الكثير حتى من المختصين..لانهم لا يرون اصلا ماهى المعضلة?...
نحن نقول ان القط غير موجود حتى نجرى الرصد عليه و هذه لا يقبلها اغلبية الفيزيائيون و الفلاسفة...لكن تفسير كوبنهاغن يبقى هو الطاغى فى الفيزياء الى غاية يومنا هذا والذى ينجيه بهذه الفعلة الميتافيزيقية المغرقة فى الغمائضية هو نجاح الميكانيك الكمومى الطاغى فى كل استعمالاته ايضا...
هنا تدخل التفسيرات الاخرى...
كل تفسيرات الميكانيك الكمومى الاخرى و هى كثيرة تعترف بالمبدأ الاول بدون استثناء تقريبا لكن الكثير منها ايضا يرفض المبدأ الثانى الخاص بالانهيار..
واحد هذه التفسيرات هى تفسير عديد العقول many-mind وهو الشقيق الاصغر للتفسير الاخر الاشهر المعروف باسم عديد العوالم many-world..
كل من عديد العقول و عديد العوالم يرفض ان يكون هناك انهيار لدالة الموجة عند القياس..
فهما لا يقبلان الا التطور الاحادى لمعادلة شرودينغر مع تفسير بورن Born الاحصائى..
اذن اذا كانت دالة الموجة تحتوى على تركيب خطى لحالة القط حى و حالته ميت فان هذا هو فعلا الواقع...
اذن الواقع متعدد فهناك نسخة يكون فيها القط حيا و هناك نسخة يكون فيها القط ميتا..
فالواقع ينشطر عند القياس او الرصد الكمومى الى عالمين متوازيين...
وهذان العالمان حقيقيان تماما لكنهما غير متفاعلان سببيا..
تصوروا اجراء قياس ثانى و ثالث..تصوروا كل القياسات التى اجراها العقل او المحيط او اى شيء آخر منذ نشأة الكون الى يومنا هذا و كل تلك الانشطارات الناجمة عنها..
اذن الواقع فى عديد العوالم هو مركب فى غاية التركيب...بله تركيبه لا نهائى يقينا...اذن كل شيء يمكن يحدث يحدث فعلا على حسب هذا التفسير (كما قاله صاحبه الاصلى هيو ايفريث (Hugh Everett) و المتحمسين له فى هذا الزمان وهم كثير ومنهم هؤلاء الوتريين و الكوسمولوجيين الذين سميتهم الكلاميين الجدد فى منشورى الفيزيائى السابق..
الفرق بين عديد العوالم و عديد العقول..ان الانشطار فى عديد العقول يحدث فى العقل و ليس فى العالم...
اذن فى عديد العقول هناك عالم واحد و اى راصد له دماغ واحد (لان الدماغ مادى جزء من العالم)..لكن هذا الراصد له عدد لا نهائى من العقول..و اول نظريات عديد العقول التى صرحت بهذه المسلمة هى تلك لصاحبيها الفلاسفة الفيزيائيين ألبرت Albert و لاور Loewer...ثم تابعهما فى ذلك الفيلسوف لوكوود Lockwood ...
اذن هذه النظرية هى نظرية ثنائية تُقر بأن العقلى موجود و مختلف عن المادى و هذا نادر جدا فى الفيزياء..وفى نظرية البرت و لاور بالخصوص فانه لا توجد تبعية supervenience بين الحالات الدماغية و الحالات العقلية..بمعنى ان مجموعات جزئية لمجموعة العقول (وليست العقول المفردة بعينها) هى التى تتبع الحالات الدماغية..اذن كل حالة دماغية هى مرقمة بمجموعة من الحالات العقلية و ليس بعقل واحد...
المسلمة الثانية فى نظرية ألبرت و لاور تنص على ان هذه العقول تتطور فى الزمن بشكل كلاسيكى عبر نظرية الاحتمالات ..و الاحتمال يعطى بالضبط بقاعدة بورن الاحصائية...
نرجع الى مثال قط شرودينغر اعلاه...
نبدأ بتركيب خطى لحالة القط مضروب فى حالة دماغية للراصد قبل ان يرصد..هذه حالة دماغية واحدة مرفقة بعدد غير نهائى من العقول..
الحالة الدماغية تتطور فى الزمن كموميا عبر شرودينغر اما العقول فتتطور فى الزمن كلاسيكيا عبر احتمال بورن..
بعد القياس نحن نعرف ان الحالة الدماغية للراصد تنشطر الى حالة الراصد الدماغية و هو يدرك القط حيا و حالة الراصد الدماغية و هو يدرك القط ميتا..
لكن الذى يحدث فعلا ان العقول تتطور بشكل احتمالى كلاسيكي الى مجموعة جزئية من العقول مرفقة بالحالة الدماغية المقابلة لرؤية القط حى باحتمال بورن الصحيح و فى الشطر الثانى تتطور الى مجموعة جزئية اخرى من العقول مرفقة بالحالة الدماغية المقابلة لرؤية القط ميت باحتمال بورن الصحيح ايضا..
هذا موضوع صعب و انى على يقين ان هذه اول مرة يُكتب فيه باللغة العربية...
من اجل التفاصيل التقنية و المرجعية لمن يهمه الامر اقرأوا منشورى على المدونة التخصصية...
مع تحياتى..
نرجع الى معضلة تفسير النص الكمومى التى يحكمها العلم التجريبى و العلم الرياضى و رغم هذا فهى معضلة لا يبدو انها ستُحل قريبا...
نذكر اولا بالاسس فان الذكرى تنفع المؤمنين..
الميكانيك الكمومى على حسب مدرسة كوبنهاغن يعتمد على اصلين كبيرين:
- اولا التطور الاحادى فى الزمن المعطى بمعادلة شرودينغر Schrodinger ومبدأ التركيب الخطى..
-ثانيا مسلمة الانهيار و قاعدة بورن Born الاحصائية...
نأخذ مثلا قصة قط شرودينغر:
قط موضوع فى غرفة محكمة الاغلاق مع سم و مادة مشعة..اذا انحلت احدى ذرات اليورانيوم فان السم سيتسرب من زجاجته و يقتل القط..احتمال انحلال ذرة واحدة خلال ساعة هو 50 بالمائة..اذن احتمال موت القط خلال ساعة هو 50 بالمائة..جملة القط و الذرة توصف فى الميكانيك الكمومى بدالة حالة تخضع لمعادلة شرودينغر الاحادية فى الزمن..اذن بعد ساعة القط سيوصف بتركيب خطى لحالتين هما حالته و هو حى و حالته وهو ميت باحتمال بورن يساوى نصف لكليهما...
لكن هل القط حى او ميت?
هنا يدخل تفسير كوبنهاغن لصحابه بور Bohr -أب الميكانيك الكمومى- ويقول ان حالة القط قبل اجراء قياس عليه غير موجودة اصلا و هذا اكثر بكثير من القول انها غير متعينة (ركزوا فهنا يضيع التسعين بالمائة الاولى من المستمعين او بالاحرى القارئين)....وانه فقط عند اجراء القياس (راصد يفتح نافذة الغرفة و ينظر) فان حالة القط ستنهار الى احدى الحالتين..فاذا وجد الراصد القط حيا فان هذا يعنى ان حالته انهارت لحظيا (ركزوا فى هذه الكلمة المناقضة تماما للنسبية و اشياء اخرى كثيرة) من التركيب الخطى الذى تعطيه معادلة شرودينغر الى حالته حيا..واذا وجد الراصد القط ميتا فان هذا يعنى ان حالته انهارت الى حالته ميتا..
هذه هى مسلمة الانهيار التى يمقتها الكثير من الفيزيائيين واننى شخصيا اعشقها لانها تؤكد كثيرا من ميتافيزيقيتى..
وهم يمقتونها لانها تنم عن تغير لحظى بدون اى تأثير معروف..بمعنى انه لا نعرف اى قوة فى الكون يمكنها ان تؤدى بالضبط الى مثل هذا التغيير المتقطع اللحظى غير الاحادى ...
هذه هى القصة باختصار..والتى لا يفهمها الكثير حتى من المختصين..لانهم لا يرون اصلا ماهى المعضلة?...
نحن نقول ان القط غير موجود حتى نجرى الرصد عليه و هذه لا يقبلها اغلبية الفيزيائيون و الفلاسفة...لكن تفسير كوبنهاغن يبقى هو الطاغى فى الفيزياء الى غاية يومنا هذا والذى ينجيه بهذه الفعلة الميتافيزيقية المغرقة فى الغمائضية هو نجاح الميكانيك الكمومى الطاغى فى كل استعمالاته ايضا...
هنا تدخل التفسيرات الاخرى...
كل تفسيرات الميكانيك الكمومى الاخرى و هى كثيرة تعترف بالمبدأ الاول بدون استثناء تقريبا لكن الكثير منها ايضا يرفض المبدأ الثانى الخاص بالانهيار..
واحد هذه التفسيرات هى تفسير عديد العقول many-mind وهو الشقيق الاصغر للتفسير الاخر الاشهر المعروف باسم عديد العوالم many-world..
كل من عديد العقول و عديد العوالم يرفض ان يكون هناك انهيار لدالة الموجة عند القياس..
فهما لا يقبلان الا التطور الاحادى لمعادلة شرودينغر مع تفسير بورن Born الاحصائى..
اذن اذا كانت دالة الموجة تحتوى على تركيب خطى لحالة القط حى و حالته ميت فان هذا هو فعلا الواقع...
اذن الواقع متعدد فهناك نسخة يكون فيها القط حيا و هناك نسخة يكون فيها القط ميتا..
فالواقع ينشطر عند القياس او الرصد الكمومى الى عالمين متوازيين...
وهذان العالمان حقيقيان تماما لكنهما غير متفاعلان سببيا..
تصوروا اجراء قياس ثانى و ثالث..تصوروا كل القياسات التى اجراها العقل او المحيط او اى شيء آخر منذ نشأة الكون الى يومنا هذا و كل تلك الانشطارات الناجمة عنها..
اذن الواقع فى عديد العوالم هو مركب فى غاية التركيب...بله تركيبه لا نهائى يقينا...اذن كل شيء يمكن يحدث يحدث فعلا على حسب هذا التفسير (كما قاله صاحبه الاصلى هيو ايفريث (Hugh Everett) و المتحمسين له فى هذا الزمان وهم كثير ومنهم هؤلاء الوتريين و الكوسمولوجيين الذين سميتهم الكلاميين الجدد فى منشورى الفيزيائى السابق..
الفرق بين عديد العوالم و عديد العقول..ان الانشطار فى عديد العقول يحدث فى العقل و ليس فى العالم...
اذن فى عديد العقول هناك عالم واحد و اى راصد له دماغ واحد (لان الدماغ مادى جزء من العالم)..لكن هذا الراصد له عدد لا نهائى من العقول..و اول نظريات عديد العقول التى صرحت بهذه المسلمة هى تلك لصاحبيها الفلاسفة الفيزيائيين ألبرت Albert و لاور Loewer...ثم تابعهما فى ذلك الفيلسوف لوكوود Lockwood ...
اذن هذه النظرية هى نظرية ثنائية تُقر بأن العقلى موجود و مختلف عن المادى و هذا نادر جدا فى الفيزياء..وفى نظرية البرت و لاور بالخصوص فانه لا توجد تبعية supervenience بين الحالات الدماغية و الحالات العقلية..بمعنى ان مجموعات جزئية لمجموعة العقول (وليست العقول المفردة بعينها) هى التى تتبع الحالات الدماغية..اذن كل حالة دماغية هى مرقمة بمجموعة من الحالات العقلية و ليس بعقل واحد...
المسلمة الثانية فى نظرية ألبرت و لاور تنص على ان هذه العقول تتطور فى الزمن بشكل كلاسيكى عبر نظرية الاحتمالات ..و الاحتمال يعطى بالضبط بقاعدة بورن الاحصائية...
نرجع الى مثال قط شرودينغر اعلاه...
نبدأ بتركيب خطى لحالة القط مضروب فى حالة دماغية للراصد قبل ان يرصد..هذه حالة دماغية واحدة مرفقة بعدد غير نهائى من العقول..
الحالة الدماغية تتطور فى الزمن كموميا عبر شرودينغر اما العقول فتتطور فى الزمن كلاسيكيا عبر احتمال بورن..
بعد القياس نحن نعرف ان الحالة الدماغية للراصد تنشطر الى حالة الراصد الدماغية و هو يدرك القط حيا و حالة الراصد الدماغية و هو يدرك القط ميتا..
لكن الذى يحدث فعلا ان العقول تتطور بشكل احتمالى كلاسيكي الى مجموعة جزئية من العقول مرفقة بالحالة الدماغية المقابلة لرؤية القط حى باحتمال بورن الصحيح و فى الشطر الثانى تتطور الى مجموعة جزئية اخرى من العقول مرفقة بالحالة الدماغية المقابلة لرؤية القط ميت باحتمال بورن الصحيح ايضا..
هذا موضوع صعب و انى على يقين ان هذه اول مرة يُكتب فيه باللغة العربية...
من اجل التفاصيل التقنية و المرجعية لمن يهمه الامر اقرأوا منشورى على المدونة التخصصية...
مع تحياتى..
This comment has been removed by the author.
ReplyDelete
ReplyDeleteهل يعني او يضمر هذا ( التطور) لل (عقول) لشكلها الحزئي الاحتمالي لاننا بازاء عملية تحول كيفي انشطاري؟ و لم لا نحسبه حالة تناقضية ديالكتيكية عادية حيث تتداخل خطية الفعل لمعادلة شرودنكر مع كلاسيكية احتمال بوزون ؟.... لماذا نبني على الفصل بينهما بدلا من اعتماد تضامرهما ؟
المادة المشعة ليست ذرة واحدة وإنما مركب من ذرات عديدة. فإذا كان احتمال تفكك ذرة واحدة خلال مدة معينة هو 1/2 فإن احتمال تفككك ذرة من المادة المشعة خلال نفس المدة قد يكون خلاف 1/2. على سبيل المثال، احتمال الحصول على وجه قطعة نقدية هو 1/2، ولكن الإمكانيات المرتبطة برمي قطعتين نقديتين هي
ReplyDeletefp,ff,pp,pf
إذن احتمال الحصول على وجه قطعة هو ثلاثة أضعاف احتمال الحدث: الحصول على الظهر معينا في القطعتين.
نعم هذا صحيح..
Deleteنحن مشلكلتنا مفاهيمية و ليست تقنية..
اذن يمكن تفترض انه عندنا ذرة واحدة...