أعمق اكتشاف علمى على الاطلاق هو مبرهنة بال Bell لصاحبها الفيزيائى الايرلندى جون بال John Bell الذى برهن بما لا يدع اى مجال للشك ان اينشتاين مخطئ فى اعتقاده ان العالم (الكمومى فى جوهره) يجب ان يكون واقعى و موضعى فى نفس الوقت..
اذن الواقعية realism و الموضعية locality شرطان غير منسجمان مع الميكانيك الكمومى و على اينشتاين ان يضحى باحدهما و هو لم يفعل..لكن اغلب العاملين فى الفيزياء النظرية قد ضحوا تقريبا بالواقعية و مازالوا يستميتون للمحافظة على الموضعية لكن يبدو انها سيضطرون للتضحية بها ايضا...
القول بان مبرهنة بال هى اعظم اكتشاف فى العلم هو قول الفيزيائى هنرى ستاب Henry Stapp ولو أعطينا فرصة كفيزيائيين للتصويت على هذا الرأى لأعطيته شخصيا صوتى بدون نقاش..
لكن ماهى مبرهنة بال?..
بعيدا عن المجال الذى اشتقه فيها صاحبها فهى مبرهنة فى المنطق الكلاسيكى العادى المبنى على نظرية المجموعات..
هى تنص على ان:
عدد الاشياء التى لها الخاصية A لكن ليس لها الخاصية B
زائد
عدد الاشياء التى لها الخاصية B لكن ليس لها الخاصية C
أكبر او يساوى من
عدد الاشياء التى لها الخاصية A لكن ليس لها الخاصية C...
والبرهان بسيط جدا و بعدة طرق اتركه لكم...
اذن هذه المبرهنة هى مبرهنة منطقية ليس الا..
انجاز بال كان فى تبيان ان هذه المبرهنة غير متحققة فى الميكانيك الكمومى و بالخصوص فى كل ظواهر التشابك الكمومى quantum entanglement وانه يمكننا ان نجعل الميكانيك الكمومى يتصرف بشكل كلاسيكى اى يحترم مبرهنة بال اعلاه فقط باضافة ما يسمى بالمتغيرات المخفية hidden variables..
لكن التجربة و الحس يؤكدان بما لا يدع محالا للشك ان الميكانيك الكمومى و توقعاته صحيحة مائة بالمائة و ان مبرهنة بال المنطقية جدا جدا غير محترمة مائة بالمائة فى ظواهر التشابك الكمومى ...
اذن من جهة المنطق يقول ان المبرهنة اعلاه يجب ان تكون صحيحة لا شك و لا ريب فى ذلك..ونحن لا نشك فى ذلك لاننا نظريين و لسنا تجريبيين و نعرف قوة العقل...
لكن التجربة ايضا تقول ان الميكانيك الكمومى لا يحترم هذه المبرهنة اذن هو يكسر المنطق وعلينا ان نحترم هذه النتيجة العميقة جدا جدا لاننا فيزيائيين ولسنا رياضيين..
وهذا هو احد اهم الاسباب لماذا يقال ان الميكانيك الكمومى غير عقلانى وهو ايضا احد اهم الاسباب للبحث المستمر المضنى عن تفسير للميكانيك الكمومى..
وهذا هو ايضا احد اهم الاسباب التى ادت الى انبعاث فلسفة الفيزياء فى ال سنة الاخيرة...
No comments:
Post a Comment