LATEX

الفلسفة الكمومية: الحلقة الثانية..


كل علم يحتاج الى تفسير..وعموما لا يوجد اشكال كبير فى تفسير نتائج العلوم..وبعض منها تفسيره له ابعاد فلسفية عميقة...
لكن الذى يهمنى الآن هو الميكانيك الكمومى..
هناك الميكانيك الكمومى و هناك تفسير الميكانيك الكمومى..
وقد ذكرت فى الحلقة السابقة اهم تفسيرين للميكانيك الكمومى الآن و هما الكوبنهاغن وعديد العوالم..
ماذا يعنى هذا التفسير?
هناك معادلات اى رياضيات..وهناك واقع او وجود-مادى وعقلى- خارجى..والانسان عن طريق اللغة و المنطق يريد ان يربط الرياضيات بهذا العالم...
هذا هو المقصود من تفسير الميكانيك الكمومى..اى ماهى العلاقة بالضبط بين الرياضيات و العالم الخارحى المادى ..
الخلاف عميق جدا جدا جدا..
ولا يوجد مثل هذا الخلاف فى جميع العلوم الا فى الميكانيك الكمومى الذى تقوم عليه كل الفيزياء الحديثة...
وهذا الخلاف هو ما يعرف بأسس الميكانيك الكمومى او الفلسفة الكمومية..
أما فى الدين و الفلسفة فالخلاف فى التفسير موجود..
قارنوا الامر بالعقيدة و علم الكلام..فالرياضيات مثل الوحى القرآنى اى العقيدة بمعنى ان الكل متفق عليها ...لكنهم يختلفون فى التفسير..فمثلا علم الكلام هو تفسير هذا الوحى عن طريق اللغة و المنطق عند البعض...
وجميع مشاكل التفسير فى الميكانيك الكمومى تدور حول ظاهرة القياس التى يلخصها قول
الفيلسوف البريطانى الحسى الكبير بركلى Berkeley:
 
أن تَكُون هو ان تُدْرَكْ (يعنى من غيرك)...
to be is to be perceived

هذا هو الفيلسوف الحسى الوحيد الذى يتفق مع الميكانيك الكمومى فى اخص خصائصه: القياس...

الجميل فى كون الانسان فيزيائيا نظريا مختصا فى الفيزياء الكمومية هو امكانية ممارسة الفلسفة من موقع قوة ..
اقول الطريق الى ضبط الفلسفة هو ضبط الفلسفة الكمومية لانها هى النموذج المرتبط ارتباطا عضويا مباشرا بالتجربة و الحساب...
جميع الحقوق محفوظة ل ب.ي

No comments:

Post a Comment