المُلاحظ الذى يقبل الاحادية unitarity و فك الترابط decoherence سوف يقسم الوجود الى-انظروا الصورة-:
-الموضوع الدارس subject ..وهى درجات الحرية المرفقة بادراكاته الذاتية..اى العقل بعبارة اخرى..
-الموضوع المدروس object..وهى درجات الحرية المرفقة بالجملة التى نريد دراستها..اى الفيزياء...
-المحيط enviornment..كل شيئ آخر..اى العالم..
هكذا يود مُفسروا عديد العوالم وكثير غيرهم تقسيم التجربة...
العلاقة بين الموضوع الدارس و الموضوع المدروس هو القياس measurement والملاحظة observation و ظاهرة انهيار دالة الموجة wave function collapse التى يرفضها الكل باستثناء الكوبنهاغن..
والعلاقة بين المحيط و الموضوع المدروس هو فك الالتحام decoherence..
والعلاقة بين الموضوع الدارس و المحيط هو ايضا ظاهرة فك الالتحام...
فك الالتحام هو الذى يدمر التركيبات الخطية linear superpositions المختلفة للعوالم المختلفة وبالتالى تصبح متوازية و مستقلة عن بعضها البعض غير متفاعلة...
فك الالتحام هو ظاهرة طبيعية تشبه كثيرا ظاهرة الانهيار لكنها تخضع للحساب انطلاقا من معادلة شرودينغر و مقبولة من الجميع بدون استثناء....
فك الالتحام-بعبارة تاغمارك Tagmark-هو عبارة عن قياس لا نعرف نتيجته لا باحتمال و لا بغير احتمال..
يبقى المشكل هل العلاقة بين الموضوع الدارس و الموضوع المدروس, التى يعبر عنها القياس, ضرورية فى النظرية?...
الكوبنهاغن تضحى بموضوعية الواقع الكلاسيكى objectivity of classical reality من اجل ان يكون هناك واقع واحد يكون فيه للموضوع الدارس موقع خاص لكن محدد جدا يعبر عنه بانهيار دالة الموجة لفون نيومان Von Neumann و التفسير الاحصائى لبورن Born و نظرية الاحتمالات..
لكن علينا ان ننوه انه داخل تفسير كوبنهاغن الاراء تختلف فمثلا اراء ويلر Wheeler تبقى متطرفة قليلا امام اراء بور Bohr و اتباعه المعتدلة نسبيا..
كل التفسيرات الاخرى تدعى انها حققت موضوعية الواقع الكلاسيكى عن طريق اخذ الموضوع الدارس بعين الاعتبار بقدر أكبر..
وأكثرها تطرفا عديد العوالم many worlds interpretation..
ففى عديد العوالم هناك واقع كلاسيكى موضوعى لكنه مُشكل من عدد هائل من النسخ المتوازية غير المتفاعلة او المتداخلة للعالم...
اما فى تفسير بوم Bohm interpretation ففعلا هناك واقع كلاسيكى موضوعى لكنه يبدو انه محدود لا يشمل كل الظواهر الكمومية..اود ايضا ان اشير هنا ان هذا التفسير هو الوحيد الذى يعتمد على فكرة المتغيرات المخفية hidden variables التى كان ينادى بها اينشتاين Einstein..ايضا ليس واضحا تماما كيف يمكن لبوم ان يتفادى مبرهنة بال Bell's theorem التى هى حكم تجريبى و نظرى يقبل به الجميع..
-انظروا ما كتبت هنا عن متراجحات بال Bell's inequalities منذ عدة اشهر-
اما تفسير التواريخ المنسجمة consistent histories interpretation فهو مزيج من الكوبنهاغن و عديد العوالم و يبدو ايضا انه محدود كما انه شكلى formal جدا.. الفرق بين هذا التفسير و بين تفسير عديد العوالم انه يعترف ان القياس عملية خاصة يأخذها هو بعين الاعتبار عن طريق مسقطات projectors يدرجها داخل كل تاريخ history معين..التاريخ المنسجم هو التاريخ الذى تتبدى فيه الكلاسيكية الواقعية التى نعرفها..ومن المنادين بهذا التفسير غال-مان Gell-Mann و هارتل Hartle ...
شخصيا وجهة نظرى تميل جدا الى الغاء اى دور محورى للموضوع الدارس اى للعقل و ذاتيته فى العملية...فنحن نريد ان ندرس جملة فيزيائية مادية و لا نرغب فى ان يكون للذاتية الانسانية اى علاقة بالفيزياء...
رأيى ان تفسير الكوبنهاغن رغم كل شيئ يميل فى جانبه العملى وحتى الفلسفى الى هذا الامر..لهذا فإننى مازلت اميل اليه...حتى اجد تفسيرى الخاص ان شاء الله...
No comments:
Post a Comment