LATEX

بين الحتمية و اللاحتمية


الحتمية السببية الفيزيائية causal or nomological detereminism هى من اهم المسلمات او المبادئ التى تقوم عليها الفيزياء,,وهى تنص على ان حالة اي جملة مادية هى محددة بالكامل اذا عرفنا الشروط الابتدائية و القوى المطبقة عليها,,ليس هناك اى حرية للكون او لاى جملة فيزيائية اخرى, صغرت او كبرت, فى فعل اي شيء, بل فقط فى اتباع القوانين المطبقة عليها,, بتعبير دارج نوع ما, نقول ان الكون مجبر, هذا ما يعنيه حقيقة هذا المبدأ,,,
الميكانيك الكمومى يعطى مجال للجملة المادية فى انه بالرُغم من امكانية معرفتنا للقوى المطبقة عليها, و لشروطها الابتدائية, فان حالتها لا تَتَعين الا باحتمال, و ليس هناك حتمية,,هذه تسمى اللاحتمية الكمومية quantum indeterminism,,رُغم هذا فإن كل الابحاث التى تجرى فى اسس الميكانيك الكمومى foundations of quantum mechanics تبحث فى حقيقتها من التخلص من اللاحتمية الكمومية و الرجوع الى الحتمية الكلاسيكية,, من الناحية الفلسفية فإن الكثير يعتقد ان الحتمية الفيزيائية الكلاسيكية هى الاكثر قبولا, و هى الاقرب الى حقيقة الواقع, وان اللاحتمية الكمومية هوى فقط نقص فى النظرية و ليس لها اى حقيقة خارجية....
ملاحظة1: غريب امر الانسان يرضى ان يكون الكون, الذى هو اعظم خلقا منه كما ذكر القرآن, مجبرا مصيره محتما, لكنه يعتقد فى نفسه الحرية المطلقة.
ملاحظة2: الانسان مادة, فهو من هذه الناحية يخضع لنفس المبدأ الحتمى الذى يخضع له الكون,,,لكن الانسان ايضا هو روح و عقل و من هذا الباب اتى تَحمُلِه للمسؤولية و تعرضه للحساب و العقاب,,لكن الغربيين يريدون ايضا تفسير العقل بالمادة و هم لا يدرون انهم اذا كان ذلك ممكنا لاصبح الانسان خاضعا للحتمية من كل جوانبه,,,ثم هم يدعون الحرية المطلقة,,ماهذا التناقض!!
ملاحظة3: ربما فعلا اللاحتمية الكمومية لها حقيقة فى الخارج و ليست فقط نقص فى النظرية او تصور فى الذهن,,وانا لا استبعد هذا السيناريو,,فى هذه الحالة هناك حتمية من جهة القوانين الاحادية التى نخضع لها, و هناك حرية من ناحية ان كل شيء يمكن ان يقع باحتمال فقط, لكن الله سبحانه و تعالى يعلم كل شيء لانه هو فقط الذي يعلم الدالة الموجية للعالم,,,,
 

No comments:

Post a Comment